ماذا كانت تنتظر العرب حتى تاتي وتدخل دين الله أفواجاً ؟

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
فارس الكيخوه
مشاركات: 20
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2022 9:11 pm

ماذا كانت تنتظر العرب حتى تاتي وتدخل دين الله أفواجاً ؟

مشاركة بواسطة فارس الكيخوه »

إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا "...
لطالما توقفت عند هذه الآية كثيرا وأنا أحاول أن أفهم مراحل تطور القرآن وافهم من أين جاءت تفاسير القرآن وعلى أي أساس ،واذا كانت " إذا" شرطية ،بمعنى، إذا لم يكن الفتح ،ولم يدخلوا العرب إلى دين الله أفواجاً ،فهل سيظل محمد يسبح لربه ؟؟؟؟ او ربما الأهم ،اذا لم يأتي الفتح ،فهل ستأتي العرب وتدخل في دين محمد أفواجا ؟؟؟؟؟؟ كنت فعلا اتسائل" ماذا كانت تنتظر العرب حتى تأتي وتدخل في دين الله أفواجاً "؟ ألم تسمع بمحمد وهو يدعي أنه رسول من الله ؟ ألم تسمع اخبار محمد وأصحابه وهم يغزون ويسطون على القبائل والقوافل ،وتتعظم قوتهم كل يوم ؟ ماذا كانت تنتظر عرب الجزيرة ومحمد منهم وبينهم كل هذه الفترة ؟؟؟؟؟؟
الحقيقة بحثت كثيرا وبعيدا عن التفاسير التي جاءت متأخرة و العنعنات الفارغة المخالفة لبعضها البعض والمخالفة للمنطق أصلا ..…وحتى اكون اكثر واقعيا ومنطقيا في طرحي، كان يجب أن ادرس وافهم واتعمق بصورة أكبر في كيف كان العرب البدو يفكرون في وقت دعوة محمد ؟ ثم ،أليس هذا هو المنطق والمعقول في طرح المسألة ،بدل اللف والدوران والكلام الفارغ ؟؟؟؟؟
في بحثي توصلت إلى الكثير من الأجوبة المقنعة لاسئلتي ،في كتاب للدكتور .علي الوردي .يشرح فيه بإسهاب عن عرب بدو الصحراء وكيف تأثر المجتمع العراقي مثلاً بطبائعهم وكيف يفهم عرب البادية الأمور على غرار بيئتهم وثقافتهم التي تربوا فيها منذ الدعوى المحمدية وكيف اصطدموا وتفاعلوا مع الدعوة….
ولكن في البداية لابد من هذه المقدمة ، حتى نتعرف على صفات وسلوك الرجل البدوي وطريقة فهمه للأمور تماشياً مع ثقافته وبيئته …..
يقول الدكتور.علي الوردي…
** إن شخصية البدوي ،جعلته ينظر في كل الأمور حسبما توحي إليه ،انه يود أن يكون ناهبا لا منهوبا ،معتديا لا معتدى عليه ،معطيا لا قابضا ،مقصودا لا قاصداً ،طالبا لا مطلوبا ،مغيثا لا مستغيثا ،مجيرا لا مستجيرا ،قادرا لا مقدور عليه ،حاميا لا محميا،مسؤولا لا سائلا ،مرجوا لا راجيا ،مشكورا لا شاكرا ،،الخ..
** نستطيع أن نقول إن الثقافة البدوية فيها جانبان متناقضان ،ولكنهما متوازيان.فقد رأينا الرجل البدوي يؤد أن يغزو وينهب ويقتل ويعتدي.وهو في الوقت ذاته ،يؤد أن يتكرم ويحمي ويغيث ويشمل بمرؤته كل من يأتي إليه قاصدا حاجة…
** لعلني لا أغالي القول إن البدو أكثر أمم العالم اندفاعا في سبيل التنازع والتباغض والقتال.وليس هذا بالأمر المستغرب ،فلو درسنا طبيعة الحياة في الصحراء لوجدناه أمرا طبيعيا لا داعي للاستغراب منه،أن الرعي هي طريقة المعيشة الأساسية عند البدو وهذه نتائجها الإجتماعية تختلف جذريا عن بقية طرق المعيشة التي نألفها ،وهذا الوضع هو وضع مشحون بالتوتر والتازم ،وهو لابد أن يودي بسكان الصحراء إلى التناحر والتقاتل ،وهذا هو الذي جعلنا نعد الغزو من المركبات الأساسية في الثقافة البدوية..
** لا توجد أمة في العالم تهتم بالأنساب كاهتمام البدو بها.فهم يرفعون معرفة الأنساب إلى أعلى مرتبة ..
** إن البدو يحتقرون المهن كل الاحتقار ،فهم يحتقرون الحائك والحداد والصايغ والصيقل والدباغ والحلاق والراعي وكل من يكسب رزقه بكد يمينه أو عرق جبينه.انهم يعدون ذلك من الجبن والضعف….
** من أعظم ما يتباهى به البدوي هو وفرة الغنائم آلتي يحصل عليها عن طريق الغلبة والغزو والقتال.فهو يعد تلك الغنائم أطيب ما يملك حلالاً…
** الحرب هي الأصل في البداوة ، وما السلم إلا عرض طارئ..
** اذا اعتبرنا الحرب والقتال أهم معالم البداوة ،فهو منبعث من طبيعة الثقافة البدوية ،ولولاه لما استطاعت البداوة أن تبقى في الصحراء ،إذ إن الصحراء شحيحة الموارد،ولابد لسكانها من أن يتغازوا ويتقاتلوا وينهب بعضهم بعضاً لكي يعيشوا..
** إذا ضاقت الحياة برجل منهم ،عمد إلى سيفه فذهب إلى الصحراء غازيا.
** إن طبيعة البدوي ثابتة لا تتغير أو تتقلب.أما التغير أو التقلب في تصرفاتهم فهي نابعة من تغيير الظروف المحيطة بهم…
بعد هذه المقدمة يمكن أن نقفز إلى الشخصية المحمدية وفيها يقول د.علي الوردي…
** إن محمد كان عبقريا فهم مجتمعه وزمانه،وعرف كيف يسير فيها ويعالج مشكلاتها الراهنة فلو أن محمداً أمر أتباعه بمثل ما أمر المسيح به" من ضربك على خدك الأيمن فقدم له خدك الأيسر",لاستهانت بهم القبائل اليدوية واستضعفتهم ،ثم اكلتهم أكلا.ان المستضعف لا بقاء له في البادية،وتلك سنة الحياة في البادية منذ قديم الزمان…
** يذكر د.علي الوردي ويقول يقول الدكتور حسن ابراهيم حسن.."كان فتح مكة واستيلاء المسلمين على بيت الحرام(الكعبة)من أكبر العوامل التي ساعدت على نجاح الدعوة الإسلامية ،فقد اعتقدت القبائل العربية التي رفضت الدعوة بادى الأمر، أن المسلمين تلحظهم عناية الهية لا قبل لغيرهم بها.فسارعوا إلى الإسلام ودخلوا فيه أفواجا"..والغريب ومما يلفت النظر أن تلك القبائل البدوية دخلت الإسلام ثم ارتدت عنه،ثم رجعت إليه..فهي دخلت في الإسلام بعد فتح مكة،ثم ارتدت عنه بعد سماعها موت محمد.ثم رجعت إليه حين أخذ يفتح الممالك وتنهال عليهم الغنائم…..
** يتبن بصورة لا تقبل الشك أن البدو يميلون إلى الدين القوي الذي يؤدي بهم إلى النصرة والغنيمة. **يقول أبو جعفر النقيب " إن الإسلام ما حلا عند العرب ،ولا ثبت في قلوبهم ،إلا بعد وفاة الرسول ،حيث فتحت عليهم الفتوح وجاءتهم الغنائم والأموال وكثرت عليهم المكاسب وذاقوا طعم الحياة وعرفوا لذة الدنيا....

الآن وبعد هذه المقدمة والتمحيص في الشخصية البدوية،نستطيع أن نستنتج إن حياة البداوة ليست كحياة الحضر, وأن القيم والتقاليد والأعراف الاجتماعية عندهم ليست كمثل الحضر لا بل تختلف عنهم اختلافا جذريا…وحتى الأنساب عندهم، فهم يرفعونها ويعضمونها بشكل كبير جداً …ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة.. أليس الرسول من حسب ونسب، فكيف رفضته الإعراب؟؟؟؟ والحقيقية وعندما راجعت نسب محمد عن سيرة ابن إسحاق ،يبدو هي الاخرى أنها رتبت بطريقة لا تقل غرابة وسذاجة عن أصلها وفصلها، فمحمد هو من نسل إسماعيل هكذا بدون حتى دليل واحد ، ولكن لا تنسوا أن التراث الإسلامي كله عبارة عن كان ونقيضها. ويكفي أننا قرأنا إن محمداً كان راعيا في بدء الأمر ( لا يهمني أنا)ولكن هذا لا يفعله أصحاب انساب في العرب،بل كانوا يحتقرون هذه المهنة كما تقدم ،ثم وباعتراف القرآن "وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ" ..ربما وفي رأي كان هذا أيضاً من العوامل الرئيسية التي جعلت العرب ترفض محمد ،ورحلته إلى الطائف وما لقيه وسمعه هناك، دليل آخر …ولكن الأمور اختلفت وأخذت تجري مجرى آخر بعد غزوة مكة وإعلانه بالسيف أنه النبي الذي سياخذهم إلى تخوم العجم والروم،أليس هذا ما كان يقول لهم في بداية دعوته؟ أوليس هو القائل " افتجعلون لله عليكم إن هو ألقاكم حتى تنزلوا منازلهم (فارس)وتسنكحوا نساءهم ،وتستعبدوا أبناءهم ".. أوليس هو القائل"اغزوا تبوك،تغنموا بنات الأصفر"..فكيف بربكم ،يفهم العرب
تستنكحوا نساءهم وتستعبدوا أبناءهم ؟؟ وكيف بربكم يفهم العرب ،تغنموا بنات الأصفر ؟؟ بالموعظة الحسنة ،مثلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هنا وبعد فتح أو غزوة مكة ،تيقن عرب الجزيرة أنهم أمام خيارين لا ثالث لهما ، أما أن يقاتلوا ضد محمد وهذه خيار صعب وخاسر لا محالة وهم الذين يرون كل يوم غزوات محمد وما يفعله بنسائهم وحلالهم ،وأما الانضمام مع محمد وأعوانه ( أسلم تسلم)وهذا بالإضافة إلى ضمانهم الحفاظ على نسائهم وحلالهم، فهو أيضا مكسب اضافي لهم إذ سوف يغزون معه ويكسبون الحلال والمال والنساء والعبيد ،وبرعاية ومباركة إلهية من فوق سبع سماوات (التي كان وجب على محمد إعطاءها الشرعية المقدسة التي تجعل عرب الجزيرة يتكالبون على الغزوات)…فلو كنت سيدي القارئ في جزيرة العرب وكنت سيدا في قومك؟ ماذا كنت تختار ؟؟؟هل لك حل ثالث ؟؟؟؟؟
أرأيتم الآن وعرفتم لماذا دخل العرب أفواجا في دين الله ؟ أرأيتم وعرفتم الآن ماذا كانت تنتظر تلك القبائل حتى تدخل دين محمد ؟؟؟ هي معادلة ليس بمعقدة إذا فهمنا طبيعة المجتمع البدوي …اذن "اي دين قوي يدعوهم إلى
النصر والغنيمة والحلال والنساء، ذلك الذي يناسب طبيعة تفكيرهم ومنهجهم في الحياة اليومية ،ذلك سيكون دينهم وطريقهم وخاصة وأن محمد لم يكتفي بالدنيا ،بل ذهب وبكل دهاء أبعد من ذلك ،ووعد قتلاهم الجنة ونعيمها ،ذلك النعيم الذي يسيل لعاب أي رجل بدوي يخرج للغزو وإن عرف أنه سوف يقتل ما دامت تنتظره حور عين ومنازل من ياقوت !!!!
…فكيف بربكم لا يتمسكون بالدين الذي يحقق لهم هذه الرغبات وهم خير من يغزون !!!!! فالعراق وبلاد الشام ومصر وبلاد المغرب لم تكن إلاّ ساحة غنائم وساحة جلب ووطى النساء واستعباد البشر……لهذا دخل العرب إلى دين الله أفواجاً ،لانهم غزاة في طبعهم ، فالبدو في طبيعته هو ناهبا أولا ثم واهبا… ومحمد أقر لهم الغزو ووطى النساء وما طابت لهم بإسم الدين..فماذا سينتظرون بعد ؟؟؟؟؟؟؟


تحياتي….
نعم للتنوير…لا للتخدير.


أضف رد جديد