طبيعة الإنسان من منظور العقيدة الإسلاميّة

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إبن الراوندي
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 81
اشترك في: الثلاثاء مارس 10, 2020 4:09 pm
Gender:

طبيعة الإنسان من منظور العقيدة الإسلاميّة

مشاركة بواسطة إبن الراوندي »

ظهر إتجاهين للمغالات القادريّة الذين أرادوا تنزيه الله من ان يكيد بعباده شرا و إعطاء حريّة مطلقة لإرادة و أفعال البشر حتى ان منهم من قال بعجز الله عن معرفة مستقبل أفعال البشر
الفرقة الثانية هم الجبرية الذين يعتقدون أن الإنسان مجبور على الفعل و كل ما يأتي به الإنسان من فعل إنما من تقدير الله

اهل السنة و الجماعة عموما يرتكزون في الوسط للحفاظ على صفتين في الله
الله هو غير ظالم و كل شيء من تقديره
حجتهم في نزاهة الله هي أنك ببساطة تحس نفسك حر و مسيطر تماما على قراراتك و لست مجبور على الفعل و لكن في نفس الوقت أنت تسير وفق تقدير الله و مشيئته

بناءا على هذه الوجهة يتخبطون في متناقضات لا نهاية لها سواء مع النصوص القرآنيّة سواء مع الاحاديث

سببها بكل صراحة أن كلا الصفتين لا يجتمعان أصلا من أساس

فما هو الظلم هو أن تحاسب الناس بما لم يفعلوه أو بما لم تكن لهم إرادة مستقلة للإختيار بحرية فيه

وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
16 Al-israa

ما هو كل شيء من تقديره يعني كل شيء مكتوب مسبقا ومقدر بما فيه الافعال بذلك اين حرية إرادة الإنسان لكي يحق فيه الحق ؟

يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ
al baqaraa 26

يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ[النحل:93]

فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)إبراهيم

هل تتحقق حرية الإرادة في ظل تسلط هذه الصفات ؟
الإجابة المثلى
عندما يقول الله انه فعل بالإنسان ما يمكن أن يفعله في نفسه فذلك يمكن فلسفيا أن نعتبره ظمن حريّة الإرادة فالسماح بحدوث الشيء و أنت تستطيع منعه إجباريا يندرج ظمن سيادة إرادتك و مساهمتك في حدوث ذلك الشيء و في نفس الوقت حرية الإرادة مظمونة للطرف المقابل و أما إذا فعل الله ما لا قدرة على الإنسان بفعله مثل جوهر الصدر و القلب و غشاوة البصر و السمع و إخفاء العلم

خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
البقرة 7

وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46)
الإسراء

لكي يحق فيهم الحكم لا بد من ان يحافظوا على صفتهم المستقلة و هي قابلية إستيعاب الآيات القرآنيّة و فهمها و تاويل معانيها و تمحيصها و إستحساس بعدها الباطني و من ذلك المنطلق الثابت في صفاتهم اللازمة منه إما يخيّرون الإيمان أو رفض التسليم إلى مماتهم هذا هو العدل منطقيا .
بذلك يمكن إرساء حجة تناقض بين الصفات و التصريفات و الصفة هي العدل و المساواة في الفرص و الرحمة و التصريفات يحاسب البشر على ما لا تكيد به إرادتهم الحرة .

و مجملا نحن كلنا نعلم أن القناعات في نفس البشر تتحدد بعدّة عوامل لا إرادية بما فيها ثراء أو نقص في المكتسبات الثقافيّة و التجارب و الذكريات و التفكير المنطقي الأخيرة فقط هي فرصة تكافئ عادلة بين جميع البشر الباقي أنت و مجهودات البحث و ما هو متوفر في المحيط الثقافي الذي يحتويك هو سيكون الموجه لك بالاساس و المنشىء لمغلب إعتقاداتك و مفاهيمك

خلاصة القرآن هو مجرد تراكمات لأفكار باطنية لا متزنة و متناقضة لا تعكس أي واقعية تصيب


الجهل يسجنك حتى و إن كنت حرّا أما السعي للمعرفة يحررك حتى و إن كنت مسجونا لان الجهل يجعل منك ضعيفا هيّنا امام كل من يتسلط على ذهنك و المعرفة تستقل بك عن أي تأثير غير محكم الدليل و البرهان في غنا عن كل الاوهام
أضف رد جديد