صفحة 1 من 1

حجيّة القرآن

مرسل: السبت يوليو 25, 2020 9:22 am
بواسطة إبن الراوندي
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
البقرة(23)
و كذلك هم قالوا
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَآ ۙ إِنْ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلْأَوَّلِينَ
(الأنفال - 31)
و لم يسَلِّموا بعجزهم عن الإتيان بمثله و ما يأفك علماء المسلمين على مصادرت رأيهم الذي يوثقه القرآن نفسه
الآية لا تقدم و لا تأخر شيئا و لها وجهان من المغالطات
الوجه الاول لا تصح الحجة لان الرد عليها مستحيل عقلانيا
و عن أي شهود يتحدث فمنذ بداية دعوة محمد و العالم أصبح ينقسم إلى كفار و مسلمين كلاهما سينحازان لزاويتهما إن أوتي أو لم يأتى بمثله
فعلى ماذا يطبل؟
يتخبط بمنطق أعوج
هل المصمم العظيم متلاعب و يتجنب أن يخاطب المنطق المحايد بين الفريقين المنحازين
طبعا لا و أبدا و مستحيل
الوجه الثاني للمغالطة هو عن ميزة لا يأتى بمثلها و لو إجتمعتت الإنس و الجن
و العلاّمة أبو بكر الرازي كانت له السابقة في دحض هذه المغالطة الشنيعة التي لا ترتقي لمستوى خالق بل هي أشبه بحالة شاعر يتبجح بشعره و لا يعتقد أن له مثيلا
و يقول : (( إنكم تدعون أن المعجزة قائمة موجودة ، وهي القران وتقولون : من أنكر ذلك فليأت بمثله .. إن أردتم بمثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا أن نأتيكم بألف مثله من كلام البلغاء و الفصحاء والشعراء ، وما هو أطلق منه ألفاظا وأشد اختصارا في المعاني , وأبلغ أداة وعبارة وأشكل سجعا , فإن لم ترضوا بذلك فإنا نطالبكم بالمثل الذي تطالبوننا به ))
وسخر الرازي ممن يقولون بحجية القرآن وإعجازه ، وانتهى إلى أن كتب العلوم والمعارف أكثر حجية منه ، فقال
"وأيم الله لو وجب أن يكون كتاب حجة لكانت كتب أصول الهندسة , والمجسطي الذي يؤدي إلى معرفة حركات الأفلاك والكواكب , ونحو كتب المنطق وكتب الطب الذي فيه علوم مصلحة للأبدان أولى بالحجة مما لا يفيد نفعا ولا ضررا ولا يكشف مستورا"
من يتكلم في القرآن يريدنا أن نخشع له مسلمين و أسلوبه لم يغادر كيد البشر الماكرين