ما الغاية الحقيقية من قصة النبي يونان ( يونس).!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
فارس الكيخوه
مشاركات: 20
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2022 9:11 pm

ما الغاية الحقيقية من قصة النبي يونان ( يونس).!

مشاركة بواسطة فارس الكيخوه »

وصار قول الرب إلى يونان بن امتاي قائلا "قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لأنه قد صعد شرهم أمامي"سفر يونان.١-٢….
سفر يونان ،جاء متأخرا في الأسفار.سفر خفيف على المعدة ،سفر بثلاثة صفحات فقط ، والذي يقرأ سفر يونان بعقلانية وبدون تلك القدسية التي غالباً ما تسبق القراءة والتمعن والتبصر والتحليل ،سوف يتيقن بلا شك ،أنها قصة خيالية وأسطورية من النوع الثقيل ،وكأنها وهذا هو طرحي، أراد منها تحقيق غاية معينة أو كأنها جاءت رد لفعل معين….تلك القصة الغريبة، من الحوت ومن ابتلاعه ليونان لثلاثة أيام ،رغم علمنا جميعاً إن الحوت لا يستطيع أن يبتلع قطعة كبيرة بحجم الإنسان، من ترشيش،وأين هي ترشيش هذه ،وكيف أصبحت مسيرة ثلاثة أيام إلى نينوى ؟ كيف تجرأ يهودي أن يفعل هذا في مكان وزمان كالتي كانت تعيشها مدينة مثل نينوى؟ ثم التوبة من ماذا ؟ وماذا بعد التوبة والصوم ،هل آمنوا بالله ام عادوا للوثنية ؟ والأهم في رأي،لماذا لم يدعو النبي يونان،بني إسرائيل ( شعب الله المختار) إلى التوبة بدلا من أهل نينوى الذين لا يعرفوه، ألم يفعلوا الشر في عيني الرب هم أيضا ؟؟؟؟؟ وهكذا بقية التفاصيل التي لا تمت للمنطق بأي صلة ..ولكن الجواب لكل الأسئلة واحد وجاهز… "معجزة ،وليس هناك أي خلل في السرد بل الخلل في دماغك" !!!!!!!!
لنأخذ النص " قم واذهب إلى نينوى المدينة العظيمة". ولندخل في ربط بعض الأحداث( كنت دائما احب قراءة هذه القصة لأنني أنا، ابن نينوى)...
** تقول بعض المصادر مثل st takla.org أن يونان كان نبيًا لإسرائيل (مملكة الشمال) في القرن الثامن للميلاد ،حوالي سنة 825 - سنة 784 ق.م.ورغم أنه لا يوجد تأريخ ثابت,ولكن الغريب أن خلال هذه الفترة لم تكن نينوى مدينة عظيمة بل مركز ديني عادي تعبدي للإله آشور.
** نينوى أصبحت عاصمة الآشوريين في عهد الملك سنحاريب (705-681 ق.م.) الملك سنحاريب هو من جعل من نينوى عاصمة ومدينة عظيمة ،مزدهرة وفائقة الجمال,في عهده قام ببناء قصره المشهور"قصر بلا مثيل". قام ببناء وتوسيع الطرقات والميادين والساحات ،وزرع حدائق ومتنزهات ،ووسع المعابد والمباني.أنشأ أسوار ضخمة حول المدينة ذو أكثر من 15 بوابة ضخمة يحرس كل بوابة نحت ضخم للثور المجنح على كل جهة، أنشأ نظام متطور للري مؤلف من أكثر من 18 قناة لجلب المياه إلى المدينة ،وكان دجلة لا يخلو من القوارب بأنواعها التي كانت تنقل الناس والبضائع سواء القادمة منها او المتجهة إلى كل أرجاء الإمبراطورية..نينوى أصبحت حينئذ أكبر وأشهر مدينة في العالم يقطنها بين مئة ألف إلى مئة وخمسين الف شخص …هكذا الملك سنحاريب جعل من نينوى والتي أصبح صيتها في كل الأرجاء، مدينة تليق بهيبته وعظمته كملك للامبراطورية الآشورية المعروفة أيضاً بالبطش والقسوة وكانت الذراع الطويل الذي يؤدب كل من يخرج على طاعتها بلا رحمة والتي كانت تحكم أيضا بلاد الشام حتى مصر،ولا ننسى طبعا بابل ،وأجزاء من بلاد فارس وأخرى من تركيا الحالية….
اذن الفترة الذهبية لنينوى هي فعلا تبدأ في عهد سنحاريب الذي جعلها عاصمة له ،حتى إنتهاء عهد الملك آشور بانيبال عام 627 ق.م ثم سقوطها عام 612 ق.م..
** في سفر يونان،لا ذكر لاسم الملك الآشوري ،ولا ذكر للفترة التي رحل بها يونان إلى نينوى.وهذا لا يدعني إلا القول بأن كاتب السفر أراد منه أن تكون نبوة يونان في عهد سنحاريب بالذات حيث كانت نينوى مدينة في أوج عظمتها وقوتها ،ولذلك خاطبها بالمدينة العظيمة وهذا منطقي جدآ….ولكن لماذا سنحاريب بالتحديد ؟؟؟؟؟
قبل البدء في الإجابة لابد من هذه المقدمة البسيطة حتى نربط الأحداث مع بعضها البعض..
**انقسمت مملكة إسرائيل بعد حكم سليمان الملك الذي حكم بعد أبيه داود، إلى قسمين، شمالي وسميت بمملكة إسرائيل وعاصمتها السامرة ،سكنها عشرة من أسباط يعقوب( سبي معظمهم إلى بلاد آشور), واخرى في الجنوب سميت بمملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم (سكنها السبطان الآخران ،يهوذا وبنيامين) والذي تولى خلالها اي المملكة الجنوبية ،الحكم ملوك من سلالة داود….بعد انقسام المملكتين أصبحت العداوة والبغيضة بينهما على أشدها ،من قتل وغدر واغتيال من غزو وسبي ونهب وحرق ،واصبحت مملكة إسرائيل في نظر مملكة يهوذا ،مملكة كافرة وفاسدة تقدم القرابين وتعبد إلهه أخرى غير الإله يهوا،ومعظم ملوكها عملوا الشر في عيني الرب،يذكر العهد القديم" إن بنو إسرائيل(مملكة اسرائيل) عمل سرا ضد الرب الههم أمورا ليست بالمستقيمة "...
اذن وبعد هذه المقدمة ،سوف يطرح بعض الأسئلة نفسها هنا. ما علاقة مملكة يهوذا بسنحاريب ونينوى ؟ ولماذا يقرر الله أن يرسل النبي يونان في هذه الفترة الى نينوى وليس قبلها رغم الدمار والسبي الذي أصاب بني إسرائيل في المملكة الشمالية ؟؟؟؟
بعد القراءة والتمعن ،لابد أن نستنتج أن كاتب سفر يونان الذي جاء متأخرا ،لابد أن يكون منحازا الى سبط يهوذا الساكنين في المملكة الجنوبية والتي حاصر الملك سنحاريب عاصمتها أورشليم عام 701 ق.م وأخضع ستة وأربعين مدينة من مدن يهوذا له(في المتحف البريطاني يوجد العديد من الجداريات الضخمة التي تمثل حصار لخيش) , والأهم في رأي ما جاء في سفر الملوك الثاني عدد 18. ١٤"أرسل حزقيا ملك يهوذا إلى ملك اشور(سنحاريب) إلى لخيش يقول قد اخطات ارجع عني و مهما جعلت علي حملته فوضع ملك اشور على حزقيا ملك يهوذا ثلاث مئة وزنة من الفضة و ثلاثين وزنة من الذهب ١٥ فدفع حزقيا جميع الفضة الموجودة في بيت الرب و في خزائن بيت الملك ١٦ و في ذلك الزمان قشر حزقيا الذهب عن أبواب هيكل الرب و الدعائم التي كان قد غشاها حزقيا ملك يهوذا و دفعه لملك اشور"..إذن ولأول مرة تخضع مملكة يهوذا عدا أورشليم التي حوصرت، وحوصر ملكها كما يحصر الطير في القفص كما جاءت في لوحة سنحاريب الطينية،تخضع لملك آشوري( سنحاريب) وتهبه كل ما يطلبه وحتى مقتنيات من ذهب وفضة من بيت الرب لتفادي هلاك أورشليم بعد رسائل سنحاريب التهديدية للملك حزقيا، والذي يقول فيها " لا يخدعك إلهك الذي أنت متكل عليه،انك قد سمعت ما فعل ملوك آشور بجميع الاراضي لاهلاكها،وهل تنجو أنت"؟…وطبعا هذه كارثة حقيقية انتبه عليها كتاب الأسفار،إذا علمنا بأن الملك حزقيا ملك يهوذا كان يعمل المستقيم في عيني الرب وكان الرب معه..إذن نستطيع أن نستنتج أيضا وحتى يعطي كتاب سفر الملوك الثاني بعض التبرير وتبيض وجه للملك حزقيا ، والذي انصاع إلى الملك سنحاريب وفرغ بيت الرب.اخترعوا قصة الملاك والذي نقرأ في سفر الملوك الثاني 19 :35 "و كان في تلك الليلة ان ملاك الرب خرج وضرب من جيش اشور مئة الف و خمسة و ثمانين الفا و لما بكروا صباحا إذا هم جميعا جثث ميتة"..... وأنا أتساءل، أيعقل هذا العدد الهائل من جيش سنحاريب يهلك في ليلة واحدة ؟هل فعلا كان يحتاج الآشوريين إلى هذا العدد الهائل من المحاربين لحصار أورشليم التي كان عدد سكانها بضعة آلاف ؟ ولماذا يخرج علينا الملاك بعد أن وهب حزقيا كل ما طلبه سنحاريب وليس قبل ؟؟؟؟؟ 185 ألفا من المحاربين،عدد أكثر من خيالي في قياسات ذلك الزمان ،إذا علمنا أن معظم الأراضي تتقهر فقط بسماع قدوم وزحف الآشوريين،فلماذا يجلبون هذا العدد الهائل من المحاربين لحصار مدينة صغيرة مثل أورشليم ؟ وإذا علمنا أن معركة غوغميلا الشهيرة لاسكندر المقدوني ضد الفرس كان له حوالي 50 ألف محارب !!!!!!
الملاك يخرج ويهلك ،أليس هذا أيضاً مألوفا في الإسلام؟ والغريب والمضحك فعلا أن ملاك اليهود يقتل هذا العدد الهائل والمبالغ به من المحاربين، أما في الإسلام، فالعكس تماماً،في بدر ،خمسة الآلاف من الملائكة لا تقتل أحدا !!!!!!!!!!!!!
ودعوني أتساءل أيضاً وانا في ذكر الملاك ،أين كان الملاك عندما نهبت وسبيت ودمرت أورشليم 586 ق.م من قبل نبوخذنصر ملك بابل لينهي بذلك حكم سلالة داود بعد أسر آخر ملوكها ؟؟؟ أعرف الجواب ،سيقولون بأن الرب سلط الكلدانبين على يهوذا كما سلط الآشوريين على إسرائيل لأنهم عملوا الشر وابتعدوا عن طريق الرب ،والنتيجة التي لا تقبل الشك، اله فاشل وباعترافه «إِنِّي أَنْزِعُ يَهُوذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِي كَمَا نَزَعْتُ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْفُضُ هذِهِ الْمَدِينَةَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا أُورُشَلِيمَ وَالْبَيْتَ الَّذِي قُلْتُ يَكُونُ اسْمِي فِيهِ»." (2 مل 23: 27)....وشعب وملوك تافهين ويقولون ويصدعون روؤسنا بأنهم شعب الله المختار !!!!!
هكذا اخترعت قصة الملاك وهلاكه لجيش سنحاريب حتى تبرر عمل الملك حزقيا
الذي يدعون بأن الرب كان معه وانتقاما من الإذلال والهلاك التي جاءت من نينوى .. والذي يخترع قصة الملاك وهلاكه لجيش سنحاريب ،يمكنه جدآ أن يخترع قصة النبي يونان وذهابه إلى نينوى ،فما هي إلا حشو كلمات وعبارات ،وما هي إلا لجعل نينوى ترضخ لنبي الله المرسل إليها، وما هي إلا رسالة إلى اليهود المشتتين بأن الرب الههم قادر على فعل المعجزات...فكيف لا يصدق الشعب هكذا طرح وهو في أمس الحاجة إلى التئام الجروح ولم الشتات والشعور بالرضى بأن اللههم قام هو أيضا باذلال نينوى وملكها الذي اذلهم واستعبدهم ونهب خيراتهم وسباهم إلى أرض آشور !!!هذه كانت غاية سفر يونان في رأي ،وهذا كان لرد الفعل لسبي ونهب وإذلال الملوك الآشوريين لشعب الله، هكذا فعلوا كتاب الأسفار في العهد القديم.. وكما فعلوا وادعوا مع ملك نينوى الذي صام وتاب، فعلوا مع نبوخذنصر وجعلوه هو الآخر مجنوناً يأكل العشب كالثيران،انتقاما منهم على سبيهم وإذلالهم .إلى أن رجع إليه عقله كما يدعون وأصبح يسبح ويمجد ويعظم ملك السماء….ألم أقل لكم ماهي إلا حشو كلمات !!!!!

تحياتي.
المصادر..كتاب العهد القديم.
كتاب.the might that was Assyria..
كتاب..the final sack of Nineveh..


صورة العضو الرمزية
Abu Shams
Site Admin
Site Admin
مشاركات: 372
اشترك في: الخميس يناير 01, 2015 11:56 am
Gender:
اتصال:

Re: ما الغاية الحقيقية من قصة النبي يونان ( يونس).!

مشاركة بواسطة Abu Shams »

سلام ومحبة لك اخي فارس
موضوع مهم وطرح قيم وبيان واضح لحقبة مهمة .
شكرا لك

ما انت الا خلية في بدنها وذرة في محيطها وقطرة في بحرها هذه هي روح الحياة , بها ومنها واليها , فتباركت أمنا المقدسة .

وبك يا ام جميع الموجودات , يا سر الذاهب والآت , يا مظهر ذاتي ووجودي , يا حضرة غيبي وشهودي , اشهد انك فوق جميع الادراكات , فالمُدرِك والمُدرَك انت وكذا الادراك يا أم جميع الموجودات .

ايتها المتجلية في كل صورة والواضحة في كل معنى والظاهرة في كل حقيقة ، ايتها الأم المقدسة الاولى التي انبثقت بها ومنها كل الموجودات واحيت بحياتها كل ذي حيات بك آمنت وعمن سواك اعرضت ولسر جوهر ظهوراتك عرفت ولبديع صنيع اياديك فهمت تباركت وتقدست عما يدعيه المبطلون المدعون ، منك وبك حقيقتي وظهوري واليك ومعك بعد مسير حياتي هذه توحدي وحضوري ، فتفضلي علي وعلى عائلتي وعلى من يهمني امره ويهمه امري بالحفظ والسلامة وجنبينا بروح حياتك الغم والندامة . امين ايتها المقدسة الفاضلة يا سر الحياة ويا روح الوجود المقدس .

أنت في العشق انا .. والعشق فينا ممتزج
فإذا اشتقت انت .. صرت بالشوق انا
والروح فينا تبتهج
أضف رد جديد