من نحن

نبذة عن الموقع:

إنّ بعض الناس يدافعون عن أديانهم لا عن قناعة عقلية، بل لأنهم وُلدوا عليها وتربّوا في أحضانها، فظنّوا أنها الحقيقة المطلقة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. وتمكّن منهم هذا الظن حتى بات لديهم من المسلّمات التي لا تقبل النقاش أو التمحيص. ولهذا تراهم يلوون أعناق الآيات والنصوص، ويبرّرون الأخطاء والجرائم، كل ذلك في سبيل تلميع صورة دينهم، ظنًا منهم أنهم بذلك يخدمون الحق، بينما الحقيقة أنهم صاروا أسرى لما ورثوه، فالدين عندهم مغروس في الجينات قبل أن يكون أثرًا بيئيًا أو اجتماعيًا. لذلك نراهم يندفعون دفاعًا أعمى، معتبرين أن لا سبيل للحق إلا عبر دينهم الذي لا عِوج فيه – في ظنّهم.

إن أمثال هؤلاء المتدينين ليسوا من أهل البحث والتأمل، ولا من طلاب المعرفة والنقد، بل يبحثون فقط عمّا يزيّن لهم دينهم ويُبرئه من كل نقص. يظنون أن الحقيقة حكر عليهم، وأن النجاة لا تكون إلا باتباعهم. وهذا – في الحقيقة – هو الجهل المركب، والعجز عن الرؤية، والموت الذهني.

أما نحن، ففي هذا الموقع، نحاول أن نوقظ العقول ونحفّزها على التفكير والتدبّر، لعلّنا نُحيي بها وعيًا خاملًا، ونوقظ بها إنسانًا تاه في غياهب الموروثات. نخاطب العقل لا الغرائز، نحثّ على التأمل لا على التلقين، وندعو إلى المعرفة، علّهم يرون النور فيفهمون، ويصغون بتأمل فيدركون، ويستفيقون من رُقاد عميق، وظلماتٍ بعضها فوق بعض.

ومن أجل هذه الغاية، ندعو كل من يعتنق دينًا أو عقيدة إلى أن يُخضعها لمحكّ العقل والنقد، وألّا ينزعج من كلماتٍ قد يراها مسيئة، بل يتأمل في معناها، ويضع نفسه موضع المُراجع لا المُدافع الأعمى. كما نرجو منه ألّا يسلك طريق التأويل والتبرير دون حجّة أو دليل، فلو كان ما يظنه حقًا كذلك لما خالفناه، ولما ابتعدنا عنه، بل لتمسكنا به.

إن تحريف النصوص وتبرير الجرائم وتجاهل الحقائق يخالف العقل والوجدان، ويؤدي إلى مزيد من الظلام والجهل. لذلك نوجّه دعوتنا إلى كل من يحمل عقيدة، أن يعيد النظر، وأن يتفكر ويتقصّى، ويُنقّب عن الحقيقة لا اتباعًا للأجداد، بل بحثًا عن نور العقل وصدق الإنسان.

تنبيه: إن موقع استفق لا يتبع أي أيديولوجية دينية، ولا يتلقى دعمًا من جهات خارجية أو داخلية، بل هو قائم على الجهد الذاتي، وعلى دعم أصحاب العقول الحرة والقلوب النبيلة، من الباحثين عن الحقيقة والمحبين للحكمة والبصيرة.

ديننا هو الإنسانية، ومنهجنا هو العقل والتأمل والحكمة. نطلب المعرفة، ونسعى وراء الحقيقة حيثما كانت. لا ندّعي امتلاك الحق المطلق، لكننا نبحث عنه بوعيٍ وصدقٍ ومسؤولية.

إن الإنسان يُحاسب وفق إنسانيته وضميره، وأمام روح الحياة المقدسة. وعلى العاقل أن يتّبع السبيل القويم الذي لا يُخالف العقل والوجدان والإنسانية.

فإن كان الدين هو ما يدين به المرء، فديننا إذًا هو دين الإنسانية، ومنهجنا هو العقل والحكمة.


اختلافنا مع الإسلام:

نختلف مع الإسلام في نشأته، ومنهج مؤسّسه، وأركانه، وأحكامه، ومعظم تعاليمه، والأساطير التي ألقاها محمد على أتباعه. ونستثني من ذلك بعض الحكم المستقاة من تعاليم سابقة لا تتعارض مع العقل والوجدان.


اختلافنا مع المسيحية:

نحترم ما جاء في المسيحية من قيم إنسانية وعقلانية، إن وُجدت، لكننا نختلف معها في تفسيرها اللاهوتي، وفي إيمانها المطلق بالعهد القديم، وفي الأساطير المرتبطة بشخصية المسيح. ونرى أن المسيح – إن صحّ وجوده – كان حكيمًا قُتل بسبب اندفاعه ووحشية من حوله. ونعتقد أن المسيحية بصورتها الحالية هي استمرار لوثنية روما بعد أن لبست ثوبًا جديدًا.


اختلافنا مع اليهودية:

نختلف مع اليهودية من حيث النشأة والأساطير وتعاليمها، كما نستنكر جرائمها التاريخية، وخصوصًا ما فعله كبراؤها، مثل يشوع الذي خلف موسى، من مذابح بحق الإنسانية والحيوانات، واغتصابٍ للأراضي بذريعة “أن الأرض لله يورثها من يشاء”. وهي نفس التعاليم التي سار عليها محمد لاحقًا، كما يتّضح في واقعة بني قريظة، التي طبق فيها محمد حكم يشوع ذاته، فهلكت الأنفس وكُررت المأساة.


رأينا في الأديان عمومًا:

نُقدّر كل حكمة وتعليم لا يخالف العقل والوجدان، سواء جاءت من الأديان أو من الحكماء. وغايتنا أن نُقيم منهجًا معرفيًا نافعًا لأبناء روح الحياة، التي نعتبرها مصدر النور والوجود.

نختلف مع كل تعاليم تُخالف العقل وتصطدم بالضمير الإنساني، ونرى أن كل أبناء الأرض هم نبتها المقدس الذي لابد ان يحترم ، وهي الأم التي رعتهم وأنبتتهم، وهم متنوعون بفطرتهم، متباينون في ألوانهم وألسنتهم وثقافاتهم، ولا يمكن أن يُصبّ الجميع في قالبٍ واحد.

لا نؤمن بالأنبياء على النحو الديني، بل نؤمن بالحكماء الذين خدموا أبناء روح الحياة، ولم يطلبوا أبدًا أن يُقدَّموا على الآباء والأمهات، كما فعل كهنة الدين. فالحكيم لا يخالف فطرة البشر، ولا يطلب منهم الخضوع الأعمى.

كيف يُعقل أن يُقتل إنسان بسبب دين؟ أو يُضرب ويُعذّب بسبب عقيدة؟ أين العقل؟! كيف تزعمون أن الدين جاء ليزرع الأخلاق ثم يُمارس القتل باسمها؟!


ومن هنا، أنشأنا موقع استفق، ومن قبله قناة الحقيقة، لنُعيد الاعتبار للعقل، ولنُحرّر المعرفة من قيود الجهل والتقديس الأعمى، ولنعيد للإنسان مكانته، بعد أن شوهتها قرون من التضليل والتقديس المؤدلج.


وفي الختام، لكم السلام جميعًا، يا أبناء النور، ويا عشاق المعرفة، ويا من تتبعون العقل والضمير.

لكم المحبة والسلام، يا أبناء الأرض وروح الحياة.

حررها: أبو شمس المحسن