قناة الحقيقة 49 محمد وصرع الفص الصدغي الجزء الثاني
صرع الفص الصدغي ورؤية الجن والارواح والملائكة
صرع الفص الصدغي ورؤية الجن والارواح والملائكة
معلومات تهم الباحثين
………………………..
أولاً : أعراض الوحى على محمد- تأثير الوحى داخلياً وخارجيا ونفسياً حبث كانت تنتابه حالات غريبة أطلق عليها علماء الإسلام أسم الوحى ولكن هذه الأعراض كانت تنتابه من صغره : قال ابن اسحق: إن محمدا كان يُرقى من العين وهو بمكة، قبل أن ينزل عليه القرآن. فلما نزل عليه القرآن أصابه مثلما كان يصيبه قبل ذلك، واشتهر على بعض الألسنة كما ذكر الحلبي في كتابه [إنسان العيون] أن آمنة أم محمد رقته من العين. وجاء أن رسول الله قال لخديجة: إذا خلوت سمعت نداءين: يامحمد يامحمد، [وفي رواية] أرى نورا، وأسمع صوتا، [وفي رواية أخرى] أخشى أن يكون الذي يناديني تابعا من الجن. [وفي رواية] أخشى أن يكون بي جنون. وكان يصيبه ما يشبه الإغماء بعد حصول الرعدة وتغمض عيناه ويحمر وجهه بسواد ويغط كغطيط البَكْرِ [الإبل] ويقول ابن هشام: “أن زوج حليمة مرضعته قال: لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب (بمس شيطاني) فالْحِقِيهِ بأهله قبل أن يظهر ذلك به. ولما أرجعته إلى أمه آمنة، قالت لها: أفتخوفت أن يكون عليه شيطان؟ قالت لها نعم”.
رسول الإسلام وحالته عند نزول الوحي عليه
البداية كانت فى غار حراء حيث يقول محمد رسول الإسلام : ” حيث فجاءني جبريل، وأنا نائم بنمط (درج) من ديباج فيه كتاب فقال: اقرأ، قال: قلت: ماذا أقرأ؟ (في روايات أخرى ما أنا بقارئ)، قال فغتني به (حشاه في فمه وكاد يخنقه بالكتاب) حتى ظننت أنه الموت. ” (إبن هشام ج 1 ص 218-223) .
وفيما يلى الأعراض الأخرى التى كانت تنتاب محمد وتصاحب رؤيته لجبريل 1- تصبب العرق 2- تبدل لون الوجه [ أ- احمرار الوجه ب – الرُّبْدَةُ ] 3- تتابع الأنفاس وترددها 4 -الغطيط 5- انبعاث الأزيز ناحية رأسه 6 – ثقل الوزن 7 – ألم فى الرأس
1- تصبب العرق
قالت عائشة رضي الله عنها: “ولقد رأيتهُ ينـزل عليه في اليوم الشديد البرد، فيُفْصَمُ عنه وإنَّ جبينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقاً”،(5)
2- تبدل لون الوجه
من الأعراض التي كانت تعتري جسمه الشريف عليه الصلاة والسلام، تغير لون بشرته وقد جاء في ذلك نصوص متعددة دلت على الحقائق الآتية:
أ – احمرار الوجه
وقد جاء هذا الحديث الصحيح الذي روي عن يعلى بن أمية حيث ورد فيه: “… فإذا النبي صلى الله عليه وسلم محمر الوجه…”.(6)
إذ قد يحمر الجسم دون أن تكون هناك إفرازات عرقية، كأن يتصبب الجسم عرقا دون أن ترتفع درجة حرارته.
ب – الرُّبْدَةُ
وقد دل على ذلك الحديث الذي أخرجه مسلم عن عبادة بن الصامت: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي كرب له وتربَّد وجهه”.(7)
والرُّبدة في اللغة هي الغُبرة، ومن معانيها السواد المختلط، أو الحمرة التي خالطها سواد، وتربّد وجهه: أي تغير من الغضب، وقيل صار كلون الرماد، وتَرَبَّدَ الرجل: إذا تَعَبَّسَ، وتَرَبَّدَت السماء: تَغَيَّمَت.(8)
وكان يعتريه الكرب العظيم أكّد هذا ما روي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: “كان إذا نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم السورة الشديدة أخذه من الشدة والكرب على قدر شدة السورة، وإذا نزلت عليه السورة اللينة أصابه من ذلك على قدر لينها”.(9)
3- تتابع الأنفاس وترددها
4-الغطيط
روى الإمام البخاري عن يعلى بن أمية، أنه كان يقول لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: ليتني أرى نبي الله يوحى إليه، فلما كان بالجِعْرانة(10)، وعلى رسول الله ثوب قد أظل به، ومعه ناس من أصحابه منهم عمر، إذ جاءه رجل عليه جبة متضمّخة بطيب، فقال: يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة بعدما تضمَّخ بطيب؟
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم ساعة، ثم سكت فجاءه الوحي فأشار عمر إلى يعلى: تعال، فجاءه يعلى فأدخل رأسه، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم محمرّ الوجه يغط كذلك، فمكث كذلك ساعة ثم سري عنه، فقال:” أين الذي سألني عن العمرة آنفا؟”…إلى آخر الحديث.(11)
والغطيط: صوت تنفس غير عاديّ يحدثه النائم عندما يكون على هيئة غير مريحة، ينبعث من الحنجرة والخيشوم، أو عندما يلم به كابوس مزعج.
5- انبعاث الأزيز ناحية رأسه
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي يُسْمَعُ عند وجهه كَدَوِيِّ النحل، فأُنزل عليه، فمكثنا ساعة، ثم سري عنه فقرأ:﴿قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنونَ﴾ (المؤمنون:1)” إلى آخر الحديث.(12)
6 – كان محمد يثقل وزنه وكان يحصل له إغماء ويظهر كالثمل عندما يرى جبريل
وقد جاء في ذلك أحاديث طريفة منها ما ورد في صحيح البخاري عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: “أنزل الله على رسوله وفخذه على فخذي، فثقلت عليّ حتى خفت أن ترض فخذي”.
وروي عن أبي أروى الدّوسي: “رأيت الوحي ينـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنه على راحلته فترغو وتفتل يديها حتى أظن أن ذراعها ينفصم، فربما بركت وربما قامت مؤبدة يديها حتى يسرى عنه، من ثقل الوحي وإنه لينحدر منه مثل الجمان”.(13)
وعن أسماء بنت يزيد قالت: “إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ نزلت عليه المائدة كلها، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة”.(14)
ولقد شاهد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أن ناقته التي تقله وهو يكابد الوحي لا تقوى على حمله فتخر على الأرض راغمة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: “إن كان ليوحى إليه وهو على ناقته فتضرب بجرانها من ثقل ما يوحى إليه”.
وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقيلاً﴾ (المزمل:5)، ويقول المسلمون أن الثقل هنا إذا ليس معنويا فحسب وإنما هو أيضا ماديا حسيا، بما أوحت به كافة النصوص الدالة على ذلك.
وفي (إنسان العيون) عن زيد ابن ثابت: أنه لما كان ينزل عليه الوحي، كان يثقل جدا، فمرة جاء ساقه على ساقي (أقسم بالله) أنني لم أر أثقل من ساق رسول الله. وكان يأتيه الوحي أحيانا وهو على الجمل، فكانت تنوء تحته وتجثو. وكلما كان الوحي ينزل على النبي، كان كأن نفسه تؤخذ منه، لأنه كان يحصل له إغماء ويظهر كالثمل [أي السكران].
7 – ألم فى الرأس وأيضا عن أبي هريرة: أنهم كانوا يضعون على رأس محمد الحناء، بسبب ألم الرأس الذي كان يصيبه [كتاب مرآة الكائنات].
فى المسيحية
لا يوجد وحياً فى السيد المسيح لأنه كلمة الإله ذاته فلا يوجد وسيط بينه وبين الإله ولم تظهر أعراض الوحى ولم يكن فى ظهره خانم النبوة لأنه الكلمة المتجسد بل أن السيد المسيح الكلمة المتفوة فى جميع ألأنبياء الذين سبقوه كما أن أعراض الوحى المحمدى السابقة لم تظهر على كاتب واحد فقط من أربعين نبياً من الكتاب الملهمين الذين كتبوا الكتاب المقدس ويعرف المسيحيين جيداً من هم الذين تصيبهم الأعراض التى أصابت نبى الإسلام وبما انه لا توجد حالى مشابهه للوحى المحمدى أصابت أى من الأنبياء إذا فـ الله صاحب الوحى ومرسلة ليس هو إله اليهود والمسيحيين
السيد المسيح
_______________
المراجع
(5)البخاري، بدء الوحي، 2؛ مسلم، الفضائل، باب عرق النبي صلى الله عليه وسلم في البرد وحين يأتيه الوحي؛ الموطأ، للإمام مالك، كتاب القرآن، باب: ما جاء في القرآن، 1/202. دلائل النبوة، للبيهقي، 2/52
(6)البخاري في صحيحه، 2/167. ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، 8.
(7)كتاب الفضائل، باب عرق النبي صلى الله عليه وسلم في البرد وحين يأتيه الوحي، حديث 88.
(8)لسان العرب، لابن منظور، 3/1555.
(9) الوفا بأحوال المصطفى، لعبد الرحمن بن الجوزي، ص: 166.
(10)اسم موضع مابين الطائف ومكة وهو إلى مكة أقرب. الروض المعطار، ص: 176-177.
(11)أخرجه البخاري في صحيحه، 2/ 167. ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، 8.
(12)المستدرك، للحاكم النيسابوري، 1/ 535؛ المسند، للإمام أحمد، 1/34؛ الترمذي4/151؛ الدلائل، للبيهقي، 7/55.
(13)الوفا بأحوال المصطفى، ص: 168.
(14)الوفا بأحوال المصطفى، ص: 168.
(*) منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ العلامة عليّ المتقي الهندي باب الشيطان ووسوسته.
عود على بدء متى بدأت علاقة الشيطان بمحمد؟
* عن حليمة السعدية قالت: قال لي أبوه (من الرضاعة زوج حليمة) يا حليمة ، لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به ، قالت فاحتملناه، فقدمنا به على أمه ، فقالت ما أقدمك به يا ظئر وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك ؟ قالت قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي ، وتخوفت الأحداث عليه ، فأديته إليك كما تحبين ؛ قالت: ما هذا شأنك ، فاصدقيني خبرك قالت فلم تدعني حتى أخبرتها قالت أفتخوفت عليه الشيطان ؟ قالت نعم ؛ قالت كلا ، والله ما للشيطان عليه من… دعيه عنك وانطلقي راشدة
(*) سيرة أبن هشام باب حليمة ترد محمدا صلعم إلى أمه
ماتت أم محمد كافرة وإلى النار ولم يُسمح لمحمد بالاستغفار لها فمن أين عرفت الله؟ لقد تخوفت علية المرضعة حليمة بعد تلك الإغماءة وهى بخبرتها عرفت أن الشيطان تلبسه فخافت وأرجعته لأمه.
*أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي …. عن نفيسة بنت منية أخت يعلى بن منية قالت لما بلغ رسول الله صلعم خمسا وعشرين سنة قال له أبو طالب أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وهذه عير قومك وقد حضر خروجها إلى الشام وخديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له فأرسلت إليه …. فقال (أبو طالب) هل لك يا خديجة أن تستأجري محمدا فقد بلغنا أنك استأجرت فلانا ببكرين ولسنا نرضى لمحمد دون أربع بكار قال فقالت خديجة لو سألت ذاك لبعيد بغيض فعلنا فكيف وقد سألت لحبيب قريب… فنزلا في ظل شجرة فقال نسطور الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ثم قال لميسرة أفي عينيه حمرة قال نعم لا تفارقه قال هو نبي وهو آخر الأنبياء ثم باع سلعته..
(*) الطبقات الكبرى لأبن سعد باب ذكر خروج رسول الله صلعم إلى الشام في المرة الثانية.السيرة الحلبية باب سفره صلعم إلى الشام ثانيا.
ما هذه الحمرة التي في عينيه؟ هل هي من تلبس الشياطين له والجن القرين والأرواح الشريرة؟
*أخبرنا عفان بن مسلم …عن عبادة بن الصامت أن النبي صلعم كان إذا نزل عليه الوحي كرب له وتربد وجهه أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي … عن عكرمة قال كان إذا أوحي إلى رسول الله صلعم وقذ لذلك ساعة كهيئة السكران أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي … عن أبي أروى الدوسي قال رأيت الوحي ينزل على النبي صلعم وأنه على راحلته فترغو وتفتل يديها حتى أظن أن ذراعها تنقصم فربما بركت وربما قامت موتدة يديها حتى يسرى عنه من ثقل الوحي وإنه ليتحدر منه مثل الجمان ؛ أخبرنا حجين بن المثنى … أن رسول الله صلعم كان يقول كان الوحي يأتيني على نحوين يأتيني به جبريل فيلقيه علي كما يلقي الرجل على الرجل فذلك يتفلت مني ويأتيني في شيء مثل صوت الجرس حتى يخالط قلبي فذاك الذي لا يتفلت مني. … قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا أخبرنا عبيدة بن حميد التيمي … عن بن عباس قال كان النبي صلعم إذا نزل عليه الوحي يعالج من ذلك شدة قال كان يتلقاه ويحرك شفتيه كي لا ينساه فأنزل الله عليه لا تحرك به لسانك لتعجل به.
(*) الطبقات الكبرى لأبن سعد باب ذكر شدة نزول الوحي على النبي صلعم.
وهنا نرى حالات غريبة عجيبة ؛ محمد يرغي ويذبد يصيبه الكرب ويصير مثل السكران وتصلصل الأجراس حوله ؛ ويثقل حتى يكاد يقصم ذراع الراحلة ؛ ما كل هذه الأعراض التي تحدث؟ هل حدث ذلك مع أنبياء الله الحقيقيين؟
نعم لم يكن محمد وعائشة فقط الذي يعتريهما الشيطان بل القائمة طويلة
*
محمد يصير محمر الوجه غطيط البكر
صلصلة الجرس (6)
الغطيط والرغي والزَّبد،
صحيح مسلم – باب يفعل في العمرة ما يفعل في الحج عن صفوان بن يعلى بن أمية أن يعلى كان يقول ليتني أرى رسول الله حين ينزلُ عليه الوحي فلما كان النبي بالجعرانة [1] وعليه ثوبٌ قد أظلّ عليه ومعه ناسٌ من أصحابه إذ جاءه رجلٌ متضمّخ [2] بطيب فقال يا رسول الله كيف ترى ني رجل أحرم في جبّةٍ بعدما تضمّخ بطيب؟ فنظر النبي ساعة فجاءه الوحي فاشار عمر إلى يعلى ان تعال فجاء يعلى فادخل رأسه فاذا هو محمّر الوجه يغطّّ [3] كذلك ساعة ثم سرّى [4] عنه فقال: أين الذي يسالني عن العمرة آنفاً فالتُمِسَ الرجل فجيء به إلى النبي فقال أمّا الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات وأما ألجبّة فانزعها ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجّك [5].
عن الحارث بن هشام أنه سال الرسول فقال يا رسول كيف ياتيك الوحي فقال رسول الله أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشدّه عليّ فيفصم عنّي وقد وعيتُ عنه ما قال، وأحياناً يتمثّل لي الملك رجلاً فيكلّمني فأعي ما يقول، قالت عائشة ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه إنّ جبينه ليتفصّد عرقاً [1]. اقول: قد تقدم ان هذه الرواية فيها مناقشه وربمّا سنتعرّض اليها في مكان آخر إن شاء الله.
***************************
المراجع
[1] الجعرانة: احد المنازلى.
وحدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يجد نعلين فليلبس خفين ومن لم يجد إزارا فليلبس سراويل
جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة عليه جبة وعليها خلوق أو قال أثر صفرة فقال كيف تأمرني أن أصنع في عمرتي قال وأنزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي فستر بثوب وكان يعلى يقول وددت أني أرى النبي صلى الله عليه وسلم وقد نزل عليه الوحي قال فقال أيسرك أن تنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أنزل عليه الوحي قال فرفع عمر طرف الثوب فنظرت إليه له غطيط قال وأحسبه قال كغطيط البكر قال فلما سري عنه قال أين السائل عن العمرة اغسل عنك أثر الصفرة أو قال أثر الخلوق واخلع عنك جبتك واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجك
حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا همام حدثنا عطاء بن أبي رباح عن صفوان بن يعلي بن أمية عن أبيه رضي الله عنه قال جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة عليه جبة وعليها خلوق أو قال أثر صفرة فقال كيف تأمرني أن أصنع في عمرتي قال وأنزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي فستر بثوب وكان يعلى يقول وددت أني أرى النبي صلى الله عليه وسلم وقد نزل عليه الوحي قال فقال أيسرك أن تنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أنزل عليه الوحي قال فرفع عمر طرف الثوب فنظرت إليه له غطيط قال وأحسبه قال كغطيط البكر قال فلما سري عنه قال أين السائل عن العمرة اغسل عنك أثر الصفرة أو قال أثر الخلوق واخلع عنك جبتك واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجك
ليتني أرى نبي الله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وعلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب قد أظل به عليه معه ناس من أصحابه فيهم عمر إذ جاءه رجل عليه جبة صوف متضمخ بطيب فقال يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة بعدما تضمخ بطيب فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سكت فجاءه الوحي فأشار عمر بيده إلى يعلى بن أمية تعال فجاء يعلى فأدخل رأسه فإذا النبي صلى الله عليه وسلم محمر الوجه يغط ساعة ثم سري عنه فقال أين الذي سألني عن العمرة آنفا فالتمس الرجل فجيء به فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات وأما الجبة فانزعها ثم اصنع في عمرتك ما تصنع في حجك
حدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا محمد بن بكر قالا أخبرنا بن جريج ح وحدثنا علي بن خشرم واللفظ له أخبرنا عيسى عن بن جريج قال أخبرني عطاء أن صفوان بن يعلى بن أمية أخبره أن يعلى كان يقول لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتني أرى نبي الله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وعلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب قد أظل به عليه معه ناس من أصحابه فيهم عمر إذ جاءه رجل عليه جبة صوف متضمخ بطيب فقال يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة بعدما تضمخ بطيب فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سكت فجاءه الوحي فأشار عمر بيده إلى يعلى بن أمية تعال فجاء يعلى فأدخل رأسه فإذا النبي صلى الله عليه وسلم محمر الوجه يغط ساعة ثم سري عنه فقال أين الذي سألني عن العمرة آنفا فالتمس الرجل فجيء به فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات وأما الجبة فانزعها ثم اصنع في عمرتك ما تصنع في حجك
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة قد أهل بالعمرة وهو مصفر لحيته ورأسه وعليه جبة فقال يا رسول الله إني أحرمت بعمرة وأنا كما ترى فقال انزع عنك الجبة واغسل عنك الصفرة وما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل عليه جبة بها أثر من خلوق فقال يا رسول الله إني أحرمت بعمرة فكيف أفعل فسكت عنه فلم يرجع إليه وكان عمر يستره إذا نزل عليه الوحي يظله فقلت لعمر رضي الله عنه إني أحب إذا أنزل عليه الوحي أن أدخل رأسي معه في الثوب فلما أنزل عليه خمره عمر رضي الله عنه بالثوب فجئته فأدخلت رأسي معه في الثوب فنظرت إليه فلما سري عنه قال أين السائل آنفا عن العمرة فقام إليه الرجل فقال انزع عنك جبتك واغسل أثر الخلوق الذي بك وافعل في عمرتك ما كنت فاعلا في حجك
[2] التضمخ والتلّطخ بمعنى واحد.
[3] يغط: غطيط الناكم شخيره.
[4] سرّى: كشف وازيل عنه.
[5] صحيح البخاري 6/ 98.
[1] صحيح البخاري1/ 3 ومجمع البيان. ا / 378.
[6] الصلصلة بمهملتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة : في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض , ثم أطلق على كل صوت له طنين , وقيل : هو صوت متدارك لا يدرك في أول وهلة , والجرس الجلجل الذي يعلق في رءوس الدواب , واشتقاقه من الجرس بإسكان الراء وهو الحس , وقال الكرماني : الجرس ناقوس صغير أو سطل في داخله قطعة نحاس يعلق منكوسا على البعير , فإذا تحرك تحركت النحاسة فأصابت السطل فحصلت الصلصلة ا ه . وهو تطويل للتعريف بما لا طائل تحته . وقوله قطعة نحاس معترض لا يختص به وكذا البعير وكذا قوله منكوسا ; لأن تعليقه على تلك الصورة هو وضعه المستقيم له . فإن قيل : المحمود لا يشبه بالمذموم , إذ حقيقة التشبيه إلحاق ناقص بكامل , والمشبه الوحي وهو محمود , والمشبه به صوت الجرس وهو مذموم لصحة النهي عنه والتنفير من مرافقة ما هو معلق فيه والإعلام بأنه لا تصحبهم الملائكة كما أخرجه مسلم وأبو داود وغيرهما , فكيف يشبه ما فعله الملك بأمر تنفر منه الملائكة ؟ والجواب أنه لا يلزم في التشبيه تساوي المشبه بالمشبه به في الصفات كلها , بل ولا في أخص وصف له , بل يكفي اشتراكهما في صفة ما , فالمقصود هنا بيان الجنس , فذكر ما ألف السامعون سماعه تقريبا لأفهامهم . والحاصل أن الصوت له جهتان : جهة قوة وجهة طنين , فمن حيث القوة وقع التشبيه به , ومن حيث الطرب وقع التنفير عنه وعلل بكونه مزمار الشيطان , ويحتمل أن يكون النهي عنه وقع بعد السؤال المذكور وفيه نظر . قيل : والصلصلة المذكورة صوت الملك بالوحي , قال الخطابي : يريد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يتبينه أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد , وقيل : بل هو صوت حفيف أجنحة الملك . والحكمة في تقدمه أن يقرع سمعه الوحي فلا يبقى فيه مكان لغيره , ولما كان الجرس لا تحصل صلصلته إلا متداركة وقع التشبيه به دون غيره من الآلات , وسيأتي كلام ابن بطال في هذا المقام في الكلام على حديث ابن عباس ” إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها ” الحديث عند تفسير قوله : ( حتى إذا فزع عن قلوبهم ) في تفسير سورة سبأ إن شاء الله تعالى .
******************************************************************************************************************
حالة النبي النفسية والصحية عند الوحي إليه
كانت تنتاب النبي بعض أعراض مرضية غير واضحة (ينسبها الإسلام إلى الوحي، في حين يرى آخرون أنها ظواهر من أمراض نفسية) مثل الغطيط والرغي والزَّبد، وما إلى ذلك.
وقد نقل لنا السيوطيي أقوالهم في حالة الوحي ( الإتقان 1: 45-46): فصل: وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات.
إحداهما: أن يأتيه الملاك في مثل صلصلة الجرس، كما في الصحيح. وفي مسند أحمد عن عبد الله بن عمر: سألت النبي هل تحس بالوحي؟ فقال: أسمع صلاصل ثم اسكت عند ذلك؛ فما روى مرة بوحي إلا ظنت نفسي تقبض…وفي الصحيح ان هذه الحالة أشد حالات الوحي عليه.
الثانية: أن ينفث في روعة الكلام نفثا.
الثالثة: أت يأتيه في صورة الرجل فيكلمه، كما في الصحيح: “وأحيانا يتمثل لي الملاك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول”. زاد أبو عوانه في صحيحه: “وهو أهونه علي”.
الرابعة:ان يأتيه الملاك في النوم.
الخامسة: ان يكلمه الله إما في اليقظة، كما في ليلة الإسراء، أو في النوم كما في حديث معاذ: “أتاني ربي فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى…”.
وان القران وحي في حالة “البرحاء” و”أل إغماء”: يقول (الإتقان 2): “أما النومي فمن أمثلته سورة الكوثر، اما روى مسلم عن أنس قال: بينا رسول الله بين أظهرنا إذ غفا إغفاءَة، ثم رفع رأسه مبتسما فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله: أُنزِل عليَّ آنفا سورة، فقرأ “باسم الله الرحمن الرحيم. إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شائنك هو الابتر”.
وقال الإمام الرافعي في (أماليه): “فهم فاهمون من الحديث ان السورة نزلت في تلك الإغفاءة، وقالوا: من الوحي ما كان يأتيه في النوم، لأن رؤيا الأنبياء وحي.
قال: وهذا صحيح، لكن الأشبه ان يقال ان القرآن كله نزل في اليقظة…
قال: ورد في بعض الروايات أنه أغمي عليه؛ وقد يُحمل ذلك على الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي ويُقال لها: برحاء الوحي. (قُلت) الذي قاله الرافعي في غاية الاتجاه، وهو الذي كنت أميل اليه قبل الوقوف عليه، والتأويل الأخير (حال الإغماء) أصح من الأول (حال النوم) لأن قوله “أنزل عليّ آنفا” يدفع كونها نزلت قبل ذلك.
بل نقول: نزلت في تلك الحالة )الإغماء) ، وليس الاغماء إغفاء نوم، بل الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي، فقد ذكر العلماء أنه كان يُؤخذ عن الدنيا”. الإتقان 23:1.
يُستدل من ذلك ان محمدا كانت تعتريه حالة الإغماء، ففسروها بحالة صوفية “أنه كان يُؤخذ عن الدنيا” وسموها “برحاء الوحي”.
رابعا: وينقلون عن عائشة في وصف “برحاء الوحي” حديثا قالت: “كان رسول الله إذا نزل عليه الوحي يغط في رأسه، ويتربد وجهه أي يتغير لونه بالجريدة، ويجد بردا في ثناياه، ويعرق حتى يتحدر منه مثل الجمان” الاتقان 46:1.
وينقل الأستاذ دروزة ( القران المجيد ص 22-23: قالت عائشه: (ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فينفصم عنه،وإن جبينه ليتفصد عرقا)…أخبر صفوان بن يعلي: ) فإذا بالنبي محمر الوجه يغط كذلك ساعة)…أخبر زيد بن ثابت (فأنزل الله على رسوله وفخذه على فخذي فثقلت عليّ حتى خفت ان تُرضّ فخذي؛ ثم سُري عنه فانزل الله “غير اولي الضرر”.
فما أسموه “برحاء الوحي,” وصفه الشهود بانه حالة أغماء ، من أوصافها” “محمر الوجه يغط كذلك ساعة”؛ “يغط في رأسه ويتربد وجهه”؛ “وان جبينه ليتفصد عرقا”؛ “فثقلت فخذه علي حتى خفت أن تُرض فخذي”. القران المجيد ص
نعم لقد كانت تنتاب النبي اثناء نزول الوحي اله ، بعض أعراض مرضية غير واضحة (ينسبها الإسلام إلى الوحي، في حين يرى آخرون أنها ظواهر من أمراض نفسية) مثل الغطيط والرغي والزَّبد، وما إلى ذلك. وهذا ما دلت عليه الروايات الصحية .
جاء في الأحاديث الصحيحة أنه إذا نزل عليه الوحي يُغشى عليه لتغيُّره من حالته المعهودة تغيراً شديداً حتى تصير صورته كصورة السكران. وقال علماء المسلمين أنه كان يؤخذ من الدنيا.
عن أسماء بنت عميس: كان محمد إذا نزل عليه الوحي يكاد يُغشى عليه.
وعن أبي هريرة: ·كان محمد إذا نزل عليه الوحي صدع فيغلف رأسه بالحناء (السيرة النبوية لابن كثير ج1 باب كيفية إتيان الوحي).
وفي مسلم عن أبي هريرة: “كان محمد إذا نزل عليه الوحي لم يستطع أحد منا أن يرفع طرفه إليه حتى ينقضي الوحي” . راجع: النسائي 924.. احمد 24140 . . احمد 24092 . البخاري 2 . ماللك 425. النسائي 925. مسلم 4304.
وعن زيد بن ثابت: كان إذا نزل الوحي على محمد ثقل لذلك. ومرة وقع فخذه على فخذي، فوالله ما وجدت شيئاً أثقل من فخذ محمد (صحيح البخاري كتاب التفسير باب سورة النساء).
عن عبادة بن الصامت قال كان النبي إذا أنزل عليه الوحي نكس رأسه ونكس أصحابه رءوسهم فلما أتلي عنه رفع رأسه مسلم 4306. مسلم 4305 .
عن عائشة : أن الحارث بن هشام سأل النبي كيف يأتيك الوحي فقال أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي ثم يفصم عني وقد وعيته وأحيانا ملك في مثل صورة الرجل فأعي ما يقول مسلم 4304 مسلم 4303.
عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة فلقد رأيت رسول الله ينزل عليه الوحي في اليوم ذي البرد الشديد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح الترمذي 3567 مسند احمد 218. مسند احمد 6774.
عن عائشة قالت إن كان لينزل على رسول الله في الغداة الباردة ثم تفيض جبهته عرقا مسلم 4303.
عن عبد الله بن عمرو قال : سألت النبي فقلت يا رسول الله هل تحس بالوحي فقال رسول الله نعم أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تفيض مسند احمد 6774.
عن أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول أخبرني جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله يقول ثم فتر الوحي عني فترة فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء الآن قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه فرقا حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت زملوني زملوني زملوني فزملوني . مسند احمد 13959. احمد14502 .
يسمّي الأطباء هذا الإغماء داء الصرع. والمرض لا يتنافى والنبوة. لكن من الغريب ان يقرنوا ذلك الداء بحالة الوحي، ويسموه “برحاء الوحي”، وقد بدأ معه في سن الطفولة لمّا كان معه مرضعه، وهو دون الخامسة، وسموا الحادث أسطورة “شق الصدر”.
روى ابن اسحق أنه كان يُرقَى من العين وهو بمكة قبل أن ينزل عليه القرآن، فلما نزل عليه القرآن أصابه نحو ما كان يصيبه قبل ذلك. فكان يصيبه قبل نزول القرآن ما يشبه الإغماء بعد حلول الرعدة به وتغميض عينيه وتزبُّد وجهه، أي تغيُّره، وغطيطه كغطيط البَكَر. فقالت له خديجة: “أوجّه إليك من يرقيك” قال: “أما الآن فلا” وقرر علماء المسلمين أن آمنة أم محمد رقَتْهُ من العَيْن. وقيل لما كانت حاملاً به جاءها الملَك وقال لها قولي إذا ولدتيه: أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد (سيرة ابن هشام). وقال مفسّرو المسلمين إنه كان لمحمد عدوّ من شياطين الجن يقال له الأبيض، كان يأتيه في صورة جبريل .
إن ما اسموه “برحاء الوحي” كان مرض الإغماء اي داء الصرع الذي اعتراه منذ الصغر.
ولعلهم أخذوا الاسم من الأقدمين الذي كانوا يسمون الصرع “المرض الإلهي”. يقول العقاد ( العبقريات الإسلامية – مطلع النور ص 58- دار الآداب بيروت) : كان الغالب على الرائين انهم قوم تملكهم حالة “الوجد” أو “الجذابة” او “الصرع”. فيتدفقون بالوعد والوعيد، وينذرون الناس بالويل والثبور، ويقولون كلاما لا يذكرونه وهم مفيقون. فيحسب السامع ان الوثن المعبود يجري هذا الكلام على ألسنتهم للموعظة والتبصرة. وسمّي الصرع من أجل هذا بالمرض الإلهي في الطب القديم”.
والعرب سمّوا صاحب هذا المرض الإلهي مَن “به جنة”. فهو في عرفهم “مجنون” اي تسكنه جنة.
والقران ينقل شهادتهم وتفسيرهم البسيط البدائي لداء النبي: أم يقولون” به جنة”(71:23)؛ “إن هو إلا رجل به جنة”(25:23) “أم به جنة”
(8:38). فلا ينكر القران المرض، لكن يرد على تفسيرهم له: ما بصاحبكم من جنة” (46:34)؛ ” ما بصاحبهم من جنة”(184 كان العرب يشاهدون إغماء محمد فينسبونه “للجنون” اي به جنة، “ويقولون: انه لمجنون” (51:68)؛ :إنك لمجنون”
(6:15)؛ ” وقالوا: مجنون وازدجر”(9:54). وبعضهم شك ما بين السحر “والجنون”: “قالوا: ساحر او مجنون” (52:51)؛ “قال ساحر او مجنون”(39:51). وبعضهم خلط بين الشعر و”الجنون”: “ويقولون: أإنا تاركوا آلهتنا لشاعر مجنون”(36:37). وبعضهم زاد التعلم من الغير على “الجنون”: “وقالوا معلم مجنون” ( 14:44). وبعضهم نسب حاله الى الكهانه أو الجنون (29:52). فيجيبهم دائما بسماحة وحزم: “فذكر فما انت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون”(29:52)؛ ” وما انت بنعمة ربك بمجنون”( 2:68)؛ “وما صاحبكم بمجنون”(22:).
حالة النبي النفسية والصحية عند الوحي إليه
كانت تنتاب النبي بعض أعراض مرضية غير واضحة (ينسبها الإسلام إلى الوحي، في حين يرى آخرون أنها ظواهر من أمراض نفسية) مثل الغطيط والرغي والزَّبد، وما إلى ذلك.
وقد نقل لنا السيوطيي أقوالهم في حالة الوحي ( الإتقان 1: 45-46): فصل: وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات.
إحداهما: أن يأتيه الملاك في مثل صلصلة الجرس، كما في الصحيح. وفي مسند أحمد عن عبد الله بن عمر: سألت النبي هل تحس بالوحي؟ فقال: أسمع صلاصل ثم اسكت عند ذلك؛ فما روى مرة بوحي إلا ظنت نفسي تقبض…وفي الصحيح ان هذه الحالة أشد حالات الوحي عليه.
الثانية: أن ينفث في روعة الكلام نفثا.
الثالثة: أت يأتيه في صورة الرجل فيكلمه، كما في الصحيح: “وأحيانا يتمثل لي الملاك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول”. زاد أبو عوانه في صحيحه: “وهو أهونه علي”.
الرابعة:ان يأتيه الملاك في النوم.
الخامسة: ان يكلمه الله إما في اليقظة، كما في ليلة الإسراء، أو في النوم كما في حديث معاذ: “أتاني ربي فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى…”.
وان القران وحي في حالة “البرحاء” و”أل إغماء”: يقول (الإتقان 2): “أما النومي فمن أمثلته سورة الكوثر، اما روى مسلم عن أنس قال: بينا رسول الله بين أظهرنا إذ غفا إغفاءَة، ثم رفع رأسه مبتسما فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله: أُنزِل عليَّ آنفا سورة، فقرأ “باسم الله الرحمن الرحيم. إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شائنك هو الابتر”.
وقال الإمام الرافعي في (أماليه): “فهم فاهمون من الحديث ان السورة نزلت في تلك الإغفاءة، وقالوا: من الوحي ما كان يأتيه في النوم، لأن رؤيا الأنبياء وحي.
قال: وهذا صحيح، لكن الأشبه ان يقال ان القرآن كله نزل في اليقظة…
قال: ورد في بعض الروايات أنه أغمي عليه؛ وقد يُحمل ذلك على الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي ويُقال لها: برحاء الوحي. (قُلت) الذي قاله الرافعي في غاية الاتجاه، وهو الذي كنت أميل اليه قبل الوقوف عليه، والتأويل الأخير (حال الإغماء) أصح من الأول (حال النوم) لأن قوله “أنزل عليّ آنفا” يدفع كونها نزلت قبل ذلك.
بل نقول: نزلت في تلك الحالة )الإغماء) ، وليس الاغماء إغفاء نوم، بل الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي، فقد ذكر العلماء أنه كان يُؤخذ عن الدنيا”. الإتقان 23:1.
يُستدل من ذلك ان محمدا كانت تعتريه حالة الإغماء، ففسروها بحالة صوفية “أنه كان يُؤخذ عن الدنيا” وسموها “برحاء الوحي”.
رابعا: وينقلون عن عائشة في وصف “برحاء الوحي” حديثا قالت: “كان رسول الله إذا نزل عليه الوحي يغط في رأسه، ويتربد وجهه أي يتغير لونه بالجريدة، ويجد بردا في ثناياه، ويعرق حتى يتحدر منه مثل الجمان” الاتقان 46:1.
وينقل الأستاذ دروزة ( القران المجيد ص 22-23: قالت عائشه: (ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فينفصم عنه،وإن جبينه ليتفصد عرقا)…أخبر صفوان بن يعلي: ) فإذا بالنبي محمر الوجه يغط كذلك ساعة)…أخبر زيد بن ثابت (فأنزل الله على رسوله وفخذه على فخذي فثقلت عليّ حتى خفت ان تُرضّ فخذي؛ ثم سُري عنه فانزل الله “غير اولي الضرر”.
فما أسموه “برحاء الوحي,” وصفه الشهود بانه حالة أغماء ، من أوصافها” “محمر الوجه يغط كذلك ساعة”؛ “يغط في رأسه ويتربد وجهه”؛ “وان جبينه ليتفصد عرقا”؛ “فثقلت فخذه علي حتى خفت أن تُرض فخذي”. القران المجيد ص
نعم لقد كانت تنتاب النبي اثناء نزول الوحي اله ، بعض أعراض مرضية غير واضحة (ينسبها الإسلام إلى الوحي، في حين يرى آخرون أنها ظواهر من أمراض نفسية) مثل الغطيط والرغي والزَّبد، وما إلى ذلك. وهذا ما دلت عليه الروايات الصحية .
جاء في الأحاديث الصحيحة أنه إذا نزل عليه الوحي يُغشى عليه لتغيُّره من حالته المعهودة تغيراً شديداً حتى تصير صورته كصورة السكران. وقال علماء المسلمين أنه كان يؤخذ من الدنيا.
عن أسماء بنت عميس: كان محمد إذا نزل عليه الوحي يكاد يُغشى عليه.
وعن أبي هريرة: ·كان محمد إذا نزل عليه الوحي صدع فيغلف رأسه بالحناء (السيرة النبوية لابن كثير ج1 باب كيفية إتيان الوحي).
وفي مسلم عن أبي هريرة: “كان محمد إذا نزل عليه الوحي لم يستطع أحد منا أن يرفع طرفه إليه حتى ينقضي الوحي” . راجع: النسائي 924.. احمد 24140 . . احمد 24092 . البخاري 2 . ماللك 425. النسائي 925. مسلم 4304.
وعن زيد بن ثابت: كان إذا نزل الوحي على محمد ثقل لذلك. ومرة وقع فخذه على فخذي، فوالله ما وجدت شيئاً أثقل من فخذ محمد (صحيح البخاري كتاب التفسير باب سورة النساء).
عن عبادة بن الصامت قال كان النبي إذا أنزل عليه الوحي نكس رأسه ونكس أصحابه رءوسهم فلما أتلي عنه رفع رأسه مسلم 4306. مسلم 4305 .
عن عائشة : أن الحارث بن هشام سأل النبي كيف يأتيك الوحي فقال أحيانا يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي ثم يفصم عني وقد وعيته وأحيانا ملك في مثل صورة الرجل فأعي ما يقول مسلم 4304 مسلم 4303.
عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة فلقد رأيت رسول الله ينزل عليه الوحي في اليوم ذي البرد الشديد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح الترمذي 3567 مسند احمد 218. مسند احمد 6774.
عن عائشة قالت إن كان لينزل على رسول الله في الغداة الباردة ثم تفيض جبهته عرقا مسلم 4303.
عن عبد الله بن عمرو قال : سألت النبي فقلت يا رسول الله هل تحس بالوحي فقال رسول الله نعم أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تفيض مسند احمد 6774.
عن أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول أخبرني جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله يقول ثم فتر الوحي عني فترة فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء الآن قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه فرقا حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت زملوني زملوني زملوني فزملوني . مسند احمد 13959. احمد14502 .
يسمّي الأطباء هذا الإغماء داء الصرع. والمرض لا يتنافى والنبوة. لكن من الغريب ان يقرنوا ذلك الداء بحالة الوحي، ويسموه “برحاء الوحي”، وقد بدأ معه في سن الطفولة لمّا كان معه مرضعه، وهو دون الخامسة، وسموا الحادث أسطورة “شق الصدر”.
روى ابن اسحق أنه كان يُرقَى من العين وهو بمكة قبل أن ينزل عليه القرآن، فلما نزل عليه القرآن أصابه نحو ما كان يصيبه قبل ذلك. فكان يصيبه قبل نزول القرآن ما يشبه الإغماء بعد حلول الرعدة به وتغميض عينيه وتزبُّد وجهه، أي تغيُّره، وغطيطه كغطيط البَكَر. فقالت له خديجة: “أوجّه إليك من يرقيك” قال: “أما الآن فلا” وقرر علماء المسلمين أن آمنة أم محمد رقَتْهُ من العَيْن. وقيل لما كانت حاملاً به جاءها الملَك وقال لها قولي إذا ولدتيه: أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد (سيرة ابن هشام). وقال مفسّرو المسلمين إنه كان لمحمد عدوّ من شياطين الجن يقال له الأبيض، كان يأتيه في صورة جبريل .
إن ما اسموه “برحاء الوحي” كان مرض الإغماء اي داء الصرع الذي اعتراه منذ الصغر.
ولعلهم أخذوا الاسم من الأقدمين الذي كانوا يسمون الصرع “المرض الإلهي”. يقول العقاد ( العبقريات الإسلامية – مطلع النور ص 58- دار الآداب بيروت) : كان الغالب على الرائين انهم قوم تملكهم حالة “الوجد” أو “الجذابة” او “الصرع”. فيتدفقون بالوعد والوعيد، وينذرون الناس بالويل والثبور، ويقولون كلاما لا يذكرونه وهم مفيقون. فيحسب السامع ان الوثن المعبود يجري هذا الكلام على ألسنتهم للموعظة والتبصرة. وسمّي الصرع من أجل هذا بالمرض الإلهي في الطب القديم”.
والعرب سمّوا صاحب هذا المرض الإلهي مَن “به جنة”. فهو في عرفهم “مجنون” اي تسكنه جنة.
والقران ينقل شهادتهم وتفسيرهم البسيط البدائي لداء النبي: أم يقولون” به جنة”(71:23)؛ “إن هو إلا رجل به جنة”(25:23) “أم به جنة”
(8:38). فلا ينكر القران المرض، لكن يرد على تفسيرهم له: ما بصاحبكم من جنة” (46:34)؛ ” ما بصاحبهم من جنة”(184 كان العرب يشاهدون إغماء محمد فينسبونه “للجنون” اي به جنة، “ويقولون: انه لمجنون” (51:68)؛ :إنك لمجنون”
(6:15)؛ ” وقالوا: مجنون وازدجر”(9:54). وبعضهم شك ما بين السحر “والجنون”: “قالوا: ساحر او مجنون” (52:51)؛ “قال ساحر او مجنون”(39:51). وبعضهم خلط بين الشعر و”الجنون”: “ويقولون: أإنا تاركوا آلهتنا لشاعر مجنون”(36:37). وبعضهم زاد التعلم من الغير على “الجنون”: “وقالوا معلم مجنون” ( 14:44). وبعضهم نسب حاله الى الكهانه أو الجنون (29:52). فيجيبهم دائما بسماحة وحزم: “فذكر فما انت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون”(29:52)؛ ” وما انت بنعمة ربك بمجنون”( 2:68)؛ “وما صاحبكم بمجنون”(22:).
فالقران ينفي تفسير حال النبي “بالجنون”، لكنه لا ينفي مرض الاغماء الذي يشاهدون.
ففي تهمة “الجنون” الشعبية دليل على صحة المرض – وبما ان التهمة متواترة في القران كله، فهي الدليل على ان حالات الصرع رافقت تنزيل سوره.
.
***************************
روى البخاري ومسلم من حديث عائشة
ــ الحالة الأولى كما ذكرت الرؤيا الصادقة .
ــ الحالة الثانية كما ذكرت ينفث الملك في روعه وفي نفسه وفي قلبه .
ــ الحالة الثالثة أن يأتيه كصلصلة الجرس .
روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ كيف يأتيك الوحي يا رسول الله ؟
فقال عليه الصلاة والسلام : أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي . فيفصم عني( يعني ينقطع عني ) وقد وعيت ما قال يعني بمجرد ما يوحي إليه الملك في هذا الدوي كصلصلة الجرس فينفصم عنه وقد وعى النبي صلى الله عليه وسلم كلما قاله الملك .
وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي مايقول . هذه صورة أخرى .
قالت عائشة رضي الله عنها : ولقد رأيته صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا ، الفصد هو قطع العرق يقول لك هذا ولد مفصود أو يحتاج فصاد أو فصد . الفصد هو قطع العرق ليسيل الدم . فشبهت عائشة رضي الله عنها سيلان العرق على جبين رسول الله بسيلان الدم من العرق الذي يفصد ، مبالغة في كثرة العرق على جبينه صلى الله عليه وسلم . وروى بن سعد بسند رجاله جميعا ثقات عن أبي سلمة أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : كان الوحي يأتيني على نحوين ، يأتيني به جبريل فيلقيه علي كما يلقي الرجل الرجل فذاك يتفلت مني ويأتيني في شيء مثل صلصلة الجرس حتى يخالط قلبي فذاك لا يتفلت مني .
قا ل الحافظ وهذا محمول على ما كان قبل نزول قول الله تعالى {لا تحرك به لسانك لتعجل به} إذن الذي كان يتفلت منه في الأول كان قبل نزول هذه الآية . كان صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه بالوحي يريد أن يأخذ كل شيء ويخشى أن يضيع منه شيء ، فنزل عليه قول ربه تعالى ليثبت فؤاده وليطمئن قلبه قال الله سبحانه لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ{16} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ{17}أي في صدره عليه الصلاة والسلام فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ{18} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ{19}. لا تخف . صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ هذا محمول على ماكان قبل نزول قوله تعالى {لا تحرك به لسانك لتعجل به} .
الحالة الرابعة أن يكلمه الله سبحانه وتعالى بلا واسطة من وراء حجاب يعني بلا ملك من وراء حجاب ، كما حدث له في ليلة الإسراء والمعراج .
الحالة الخامسة أن يكلمه الله تبارك وتعالى فتاحا بغير حجاب . وهذا عند من قال من أهل العلم بأنه رأى ربه ليلة المعراج . والراجح أنه صلى الله عليه وسلم رأى نورا . قال رأيت نورا وقال نور أنى لي أن أراه كما قالت عائشة: لقد أعظم على الله الفرية من زعم أن رسول الله رأى ربه ليلة المعراج . فلقد رأى رسول الله نورا صلى الله عليه وسلم وقال رأيت نورا وقال نور أنى لي أن أراه .
الحالة السادسة أن يكلمه الله تبارك وتعالى أو أن يوحي إليه الحق تبارك وتعالى وهو نائم . ومن المعلوم ان من خصوصيات رسول الله أنه إذا نام تنام عينه ولا ينام قلبه ، كما في حديث جابر الصحيح جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقال بعضهم : إنه نائم وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان . قالوا إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا ، قال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان قالوا مثله كمثل رجل بنى دارا فجعل فيها مأدبة وبعث داعية .فمن أجاب الداعية دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعية لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة .
قالوا : أولوها له يفقهها .قال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان قالوا : الداعي هو محمد والدار هي الجنة فمن أجاب محمدا فقد أطاع الله ومن عصى محمدا فقد عصى الله ومحمد فرق أو فرق بين الناس .فمن أجاب هذا الداعي العظيم صلى الله عليه وسلم دخل الدار أي دخل الجنة وأكل من المأدبة أي استمتع بنعيمها فهي دار النعيم المطلق . ومن عصى محمدا صلى الله عليه وسلم لن يدخل الدار ولن يستمتع بنعيمها .
استدل بعض أهل العلم على هذه الحالة من حالات الوحي لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم بما رواه مسلم من حديث أنس قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أظهرنا إذ أغفا إغفاءة ثم رفع بصره مبتسما فقرأ قول الله عزو جل إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ{3} .
من أجمل ما علق به الإمام الرافعي رحمه الله تعالى على هذا الحديث قال: ورد في بعض الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغمي عليه وقد يحمل ذلك على الحالة التي تعتريه عند نزول الوحي ويقال لها برحاء الوحي ، يعني الحالة التي كانت تأخذه عليه الصلاة والسلام لكن لا يحمل على أنه كان نائما . فكل القرآن نزل على رسول الله في اليقظة وهذا كلام جميل ، فليس الإغفاء هنا إغفاءة النوم بل هي الحالة التي تعتري رسول الله عند نزول الوحي .
الحالة السابعة مجيء الوحي كدوي النحل .
روى الإمام أحمد والحاكم بسند حسن عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه اي الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل ، عليه الصلاة والسلام .
هذا أصح ما ثبت في أحوال وأنواع نزول الوحي على رسول الله عليه الصلاة والسلام أما صفات من كان يتنزل بالوحي و هو جبريل وهي صفة حامل الوحي ، فقد رأى رسول الله جبريل على صورته الحقيقية التي خلقها الله بها مرتيتن فقط .وسأفصل إن شاء الله تعالى : مرة في المعراج والمرة التي رآه فيها قد سد الأفق في أجياد بعد عودته من حراء كما ذكرت في المحاضرة الماضية .
ورآه صلى الله عليه وسلم أيضا في صورة رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر كما في الحديث الذي شرحناه بالتفصيل حديث عمر ورآه صلى الله عليه وسلم في سورة دحية الكلبي يعني جاء جبريل على صورة دحية الكلبي صحابي ، ونزل الوحي أيضا على رسول الله على لسان ملك الجبال يعني على لسان جبريل وعلى لسان ملك الجبال وحديث ملك الجبال ثابت في الصحيحين من حديث عائشة قالت عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ قال لقد لقيت من قومك ما لقيت يا عائشة ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة يوم عرضت نفسي على ابن عبد ياليل ابن عبد قلال من أشراف أهل الطائف .فلما لم يجبني إلى ما دعوت إليه عدت وأنا مهموم على وجهي صلى الله عليه وسلم ، ولم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب . يعني النبي لم يفق من الهم إلا في مكان إسمه قرن الثعالب يبعد عن الطائف حوالي خمس أو ست كيلو . أريدك أن تعيش هذا . النبي راجع على رجليه مهموم حزين ، الحزن يملأ قلبه والهم يملأ قلبه . دعوة مطاردة وصاحب الدعوة مطارد ، بل ورموه بالحجارة ونزفت دماؤه الزاكية بل وفعلوا به أسوأ ما يفعل بالإنسان فضلا عن أشرف بني الإنسان . وأصحابه مطاردون هنالك في الحبشة هجرة أولى وهجرة ثانية ، مهموم . الطائف تشكل بالنسبة له أملا بعدما لفظت أرض مكة بذرة التوحيد بقيت أرض الطائف المجاورة تشكل أهلا جديدا . لكن أرض الطائف كانت أشد صلابة وقسوة من أرض مكة بل وطرد أهل الطائف رسول الله . يقول ” فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فإذا بسحابة أضلتني ، فرفعت بصري فرأيت جبريل عليه السلام ينادي علي ويقول : السلام عليك يا رسول الله لقد سمع الله قول قومك لك وما ردوا به عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم . وقال صلى الله عليه وسلم : فناداني ملك الجبال وقال السلام عليك يا محمد، امرني بما شئت . لقد سمع الله قول قومك لك وما ردوا به عليك. مرني بما شئت . فملك الجبال يقول له لو أمرتني بأن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت، والأخشبان جبلان عظيمان بمكة يقال للأول أبو قبيس ويقال للثاني الأحمر . فرد الرحمة المهداة والنعمة المسداة وقال لملك الجبال : لا يا ملك الجبال . أربدك أن تتصور ، رؤية الدم تثير الدم . إذا رأيت دمك يسيل يفور دمك وتصر على الإنتقام ، فرؤية الدم تثير الدم . ومع ذلك دماء الحبيب تسيل ، ولو كان النبي ممن ينتقمون لأنفسهم وذواتهم وأشخاصهم لأمر النبي ملك الجبال فلحطم ملك الجبال رؤوس أهل الطائف وجماجمهم الصلدة العنيدة ولسالت دماء من الطائف ليراها لا أقول أهل الطائف بل ليراها أهل مكة بمكة . لكنه خرج وفي قلبه ربيع وأمل يتلألأ يرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يوحدون. قال لا يا ملك الجبال بل إني أرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبدون الله ولا يشركون به شيئا ،صلى الله عليه وسلم . وصدق ربي إذ يقول في حقه {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107. لأن : بالمؤمنين رؤوف رحيم ، هذه خاصة بأهل الإيمان . إنما : وما أرسلناك رحمة بالعالمين قال بن عباس هو رحمة للبار والفاجر . قال من آمن به رحم في الدنيا والآخرة ومن كفر به أمن في الدنيا وناله عذاب الله في الآخرة لقوله تعالى {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ }الأنفال33 .
أقول لقد ذكر إمام من أئمة السير الإمام الحليمي ذكر أن الوحي كان يأتي رسول الله على ستة وأربعين نوعا . هذا أصح ما ثبت بعد التمحيص كما قال بن القيم والحافظ بن حجر وغيره . لكن مما لا شك فيه أن الوحي يا إخوة كان ثقيلا بصورة قد لا نتصورها جميعا ، كان ثقيلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .إقرأ معي وتدبر قول الله عزو جل لنبيه يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ{1} قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً{2} نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً{3} أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً{4} إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً{5}.
إسمع ما يقول سيدنا زيد بن ثابت والحديث في الصحيحين قال: أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفخده على فخدي ، فخد النبي كانت على فخد زيد بن ثابت ، قال: فكادت فخده ترض فخدي أي تحطم فخدي وتكسره وتدقه . كادت فخد رسول الله أن تحطم وتكسر فخد زيد بن ثابت لمجرد أن الوحي يتنزل عليه وفخده فقط على فخد زيد رضي الله عنه .
قالت عائشة : إن كان ليوحى إلى رسول الله وهو على راحلته ، فتضرب بجرانها أي تنزل الراحلة فتمد عنقها فيمس باطن عنق الراحلة الأرض ، فتضرب بجرانها فما تستطيع الراحلة أن تتحرك حتى يسرى عن رسول الله . هل عشت هذا المشهد لكي ترى ثقل الوحي .
وتلت عائشة قوله تعالى {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا } والحديث رواه أحمد وعبد ابن حميد وأبن جرير بسند صحيح وكذلك الحاكم في المستدرك وصححه الحاكم على شرط الشيخين ، وأقره الذهبي وهو صحيح .
قال ابو أروى الدوسي وهو صحابي جليل رضي الله عنه : رأيت الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه على راحلته فترغو الراحلة وتفتل يديها يعني رجليها. تلف حول نفسها يعني لا تقوى رجلاها أن تحملها من ثقل ما يتنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنظر إلى الصفة الجديدة . نحن أخذناها هذه الصفة في رواية عائشة . لكن الصفة الجديدة الأخرى في هذه الرواية في طبقات بن سعد بسند صحيح قال : وإنه عليه الصلاة والسلام ليتحدر منه العرق مثل الجمان ، يعني مثل حبات اللؤلؤ في حسنها وصفائها . قال عبادة بن الصامت حديث في صحيح مسلم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي كرب يعني من الكرب الشديد ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي كرب بضم الكاف وكسر الراء . أي كرب من نزول الوحي وتربد وجهه يعني تلون تغير وغمض عينيه عليه الصلاة والسلام .
حديث آخر من صحيح مسلم من حديث أبو هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه لم يستطع أحد منا أن يرفع طرفه إليه حتى يقضى الوحي ، يعني من جلال ما هو فيه عليه الصلاة والسلام لكن ليس معنى ذلك أنهم كانوا لا ينظرون إليه وإنما المراد الإجلال بما فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام وإلا فقد ثبت أن بعض الصحابة يعني رجى أن يرى رسول الله وهو يتنزل عليه الوحي وقد رآه كما سأبين الآن .
قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي يغط _غطيط النائم نحن نسميه شخير _ في رأسه ويتربد وجهه ويجد بردا في ثنياه ويعرق حتى ليتحدر منه مثل الجمان أي كحبات اللؤلؤ .
قال الحافظ بن كثير وثبت في الصحيحين نزول سورة الفتح على رسول الله وهو على راحلته فكأنه يكون تارة وتارة حسب الحال. يعني نزلت السورة كاملة ولم يظهر عليه ما كان يظهر في كل الحالات . يريد الحافظ بهذا أن يثبت أنه كان يعتريه هذا في بعض الأحوال ولا يعتريه في أحوال أخر .
وقالت عائشة رضي الله عنها : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فينفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا كما ذكرت والحديث في صحيح البخاري .
وقال ابن عمر رضي الله عنهما : سألت رسول الله فقلت : يا رسول الله ،هل تحس بالوحي ؟ هل تشعر به؟ فقال رسول الله : أسمع صلاصل يعني صلصلة الجرس كما ذكرت ، ثم أسكت عند ذلك . فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي ستقبض {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا } .
قال يعلى بن أبي أمية وهو صحابي جليل كان يقول ليتني أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه الوحي ، فلما كان النبي بالجعرانة وهي مكان في الحج . قال وعليه ثوب قد أظل عليه يعني الصحابة مظللين عليه من الشمس أو من الحر ومعه ناس من أصحابه عليه الصلاة والسلام فيهم عمر رضوان الله عليه . قال إذ جاءه رجل( سائل آت ليسأل النبي ) متضمخ بطيب يعني يضع عطرا، فقال : يا رسول الله ، كيف ترى في رجل أحرم في جبة بعدما تضمخ بطيب ؟ فنظر رسول الله ثم سكت فجاءه الوحي . فأشار عمر إلى يعلى ابن أبي أمية ،قال: تعال يريد أن ينظر فجاء يعلى فأدخل راسه ليرى الرسول تحت المظلة .قال فأدخل رأسه فإذا هو محمر الوجه يغط كما تغط البكر . قال ظل كذلك ساعة ثم سري عنه والحديث رواه البخاري ومسلم.
وقالت عاشئة رضي الله عنها كما في حديث الإفك : فأخذه يعني تقصد رسول الله ما كان ياخذه من البرحاء وشدة الوحي أو شدة العرق الذي كان يصيبه إذا تنزل عليه الوحي والحديث في الصحيحين كما تعلمون .
وقالت أيضا كان إذا أتاه الوحي أخذه السبل _وهو غشاوة في العين كخيوط العنكبوت _ تأخذه غشاوة على عينيه عليه الصلاة والسلام .
وقال بن عباس رضي الله عنهما : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة يحرك به لسانه وشفتيه من حبه إياه فأنزل الله تعالى {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه} قال فكان رسول الله إذا أتاه جبريل بعد ذلك استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما وعده الله عزو جل .