آخر الأخبار

اليوم سوف اتكلم عن المجاهدين في سبيل الله وكيف انهم دمّروا حضارة فارس و مسحوا الديانة الزرادشتية من الارض التي ولدت و نشأت فيها؟ و للتوضيح فان الديانة الزرادشتية هي ما يسميه المسلمين العرب بال (مجوسية) او عبدة النار و هذا مفهوم خاطيء لانهم لا يعبدون النار بل يشعلونها في معابدهم و هذا القول هو مشابه لمن يقول بان المسلمين يعبدون الكعبة و الحجر الاسود.

في وصف لعملية جمع الجزية، في القرن ال 13، كتب شيخ الشافعية (النووي):
“الكافر الذي وجب عليه دفع الجزية يجب ان يتم معاملته بازدراء من قبل الجابي، يجب ان يبقى الجابي جالسا بينما يبقى الكافر واقفا امامه بينما رأسه باتجاه الاسفل و ظهره منحني. الكافر بنفسه يجب أن يضع المال في مكانه بينما يقوم الجابي بمسكه من لحيته و يضربه على كلا خديه”.

قرأت هذا النص قبل مدة و هو منسوب ل (النووي) وهو شخصية اسلامية مهمة ومن المجددين في المذهب الشافعي حول عملية جمع الاتاوات التي فرضها المسلمين على غير المسلمين (الجزية) التي كانت الطريقة الفعالة في جمع الاموال و التحويل القسري نحو العقيدة الاسلامية الجديدة. لم استطع تحديد مصدر هذه المقولة ولا اعرف مدى صحتها لكن لا استبعد صحة هذه السطور، ألم يقل رب محمد ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ( التوبة 29 ) ) … نعم صاغرون.

بعد ان تم اخضاع العرب في شبة الجزيرة العربية، تحولت انظار المسلمين الى جيرانهم في الشمال، الفرس و البيزنطينيين. اليوم عندما نرى ملالي و ايات الله في ايران، قد يعتقد الكثيرون بانهم سمة من سمات ايران منذ القدم.  لا يعرف الكثيرون ان ايران كانت الامة الاولى التي تعرضت لوابل من الحملات و المعارك الأكثر دموية على يد الذئاب الجهادية التي تم اطلاقها على الامم الامنة بواسطة محمد.

حملات الجهاد ضد ايران

بعد ان تحرشوا بقريش (قبل اسلامها) عندما نهبوا قوافلها، قام المسلمين العرب باتباع نفس تقاليدهم بغزو الامم المجاورة عندما بدأوا بالقتال ضد أول جار لهم من غير العرب، الفرس. حينها لم يكن هناك قوافل لكي ينهبوها بعد الان، لان المسلمين العرب بدأوا يتعاملون مع حضارة مستقرة متمدنة. لم يكن هناك قوافل لينهبوها، عندها بدأ المسلمين العرب بمهاجمة القرى و المدن الحدودية و الحاق الاذى بتجمعات الفرس السكانية. سكان هذه المناطق على امتداد نهر الفرات طلبوا المساعدة من ملك الفرس (يزدجر) لينقذهم من النهب و السلب الذي قام به اتباع العقيدة الجديدة التي ستغزوا العالم و تحيله الى حطام من بعد قرون قليلة.

ايران الدولة الاولى التي كانت تقف سدا بطريق هؤلاء المتعطشين للدماء الذين خرجوا لفرض عقيدتهم الاسلامية على كل من استسلم ووقع في طريق مسيرتهم. الفرس (والبيزنطينيين) لم يكونوا ليستطيعوا ان يكونوا ندا للأساليب الجديدة التي استخدمها المسلمين العرب، على اعتبار انه لحد ذلك الوقت لم يكن في التاريخ البشري (قبل الجهاد الاسلامي) اقوام خرجوا بهذه الطريقة الجنونية لهزم اعدائهم، ثم تحويل المهزوم و الضعيف الى عقيدة تفرض نفس جنون العظمة لتستنسخ نفسها و تحول البقية الباقية من الضعفاء و الغير محظوظين و هكذا.
حتى صعود العقيدة الاسلامية، عرف العالم الانتصارات الاستعمارية، حيث كان المنتصرين أمثال الاسكندر، سايرس، يوليوس قيصر، هانيبعل او اي قائد عسكري اخر، تجري حروبهم بين جيشين متضادين. مصير المعركة كان يتحدد عن طريق ارض المعركة فقط. الناس الاعتياديين، المدنيين و الغير مسلحين لم يكونوا في خطر ان يعرضهم المنتصر لأي شيء اكثر من ارتفاع الضرائب و ادارة جديدة و و ربما بعض الاضطهاد.

كيف غير الاسلام قواعد الحروب جاعلا من السكان المدنيين التابعين للعدو المهزوم ضحايا للاستبداد.

المسلمين الذين وضعوا عينهم على بلاد فارس (وباقي العالم) لم يريدوا فقط ان يحتلوا الارض و يفرضوا ادارة و ضرائب جديدة، لكنهم ارادوا فرض عقيدتهم على الفرس و جعلهم متعطشين للدماء بدورهم، ليهاجموا بقية العالم. هؤلاء الذين وقعوا ضحايا تحت سيف الجهاديين لم يستطيعوا الحفاظ على حياتهم سوى بتحولهم للاسلام، و بتحويل انفسهم الى متعطشين جدد للدماء تماما مثل المسلمين العرب الذين احتلوا بلادهم.

الاسلام كان، ولا يزال لعنة على البشرية… هل نستطيع القول انه وباء كالطاعون؟

من خلال ألم الموت و الخوف على الأعزاء، انتشر الاسلام كالنار في الهشيم في بلاد فارس، محولا الفرس انفسهم الى ذئاب متعطشة للدماء مثل المسلمين العرب. كان الفرس من بعد مئة سنة هم من أخذ هذه العقيدة الدموية الى الاتراك، و الاتراك بدورهم من بعد بضع مئات من السنين هم من هاجم بيزنطة و البلقان.

من حسن الحظ انه لا يزال اليوم عند بعض الفرس (الايرانيين) ذكريات حتى لو كانت (خافتة و باهتة) عن ماضيهم المجيد قبل دخول الاسلام لبلادهم، قمت بزيارة الى ايران (وكانت من أسوأ السفرات في حياتي) و رأيت ان المجتمع الطلّابي بالذات يزداد لديه الوعي بماضيهم ما قبل الاسلام خصوصا عن طريق مواقع الانترنت التي يزداد عددها مع الزمن، هذه المواقع تتكلم عن القصة الحقيقية لأيران. وهذا ما يزيد الوقود للحراك الشعبي مابين الشباب الايراني.
اليوم على الايرانيين ان يدركوا ان عليهم ليس فقط رمي الملالي و ايات الله و اصحاب العمائم من بلادهم، بل بالغاء دور الاسلام و الرجوع الى الفترة ما قبل اسلامية…


بواسطة : مصطفى الفارس