لأن أكشف أخطاء المسلمين في نقل كتاب الله خير من أن يكتشفها غير مسلم فينسبها إلى الله
فتكون سببا في صده عن سبيل الله (1)
خشيت أن أسكت فأكون كاتما لما أنزل الله فيلعنني الله ويلعنني اللاعنون
منذ ابتليت وأنا أنام واستيقظ مرارا وتكرارا لعلي أجد فرجا لكن لا أجد بدا من البوح مضطرا
هل صحيح أن من جمعوا القرآن أخطأوا فنقلوا آية من موضعها إلى موضع آخر ؟
فنقلوا أول مواعظ لقمان لابنه وقدموها قبل آيتين فجعلوها قبل آيتي وصية الله للإنسان بوالديه ؟
فحالوا بين المعطوف بالواو في (ووصينا) وبين المعطوف عليه في (ولقد آتينا) بما لا يليق الحئول به ؟
وحالوا بين موعظة لقمان الأولى لابنه وسائر مواعظه له بعدها بما لا يليق الحئول به ؟
أ ـ هل صحيح أن القرآن الذي نزل كان كما يلي ؟
(وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ [31/لقمان12])
(وَوَصَّيْنَا الإِنْسَان بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [31/لقمان14])
(وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [31/لقمان15])
(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [31/لقمان13])
(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ [31/لقمان16])
(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [31/لقمان17])
(وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [31/لقمان18])
(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [31/لقمان19])
ب ـ إن كان كذلك فإن العزاء والسلوى أن الإفساد بنقل آية من موضعها ليس أشد من الإفساد بتحريف كلم آية عن مواضعه وأن تحريف كلم القرآن عن مواضعه بين الناس كثير
وإن لم يكن كذلك فأدركوا أخاكم يا من عندكم الدواء والرواء والشفاء
أدركوه رحمكم الله بما يداويه ويروي غلته ويشفي علته
ج ـ أومن أن المسلمين نقضوا ميثاقهم مع ربهم بعد وفاة نبيهم موسى فقال الله فيهم (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ [05/المائدة13])
كما أومن أن المسلمين نقضوا ميثاقهم مع ربهم بعد وفاة نبيهم محمد (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَهُمْ الله وَجَعَل قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ)
فنقضهم تسبب في لعنهم ولعنهم تسبب في قسوة قلوبهم وقسوة قلوبهم تسببت في تحريفهم ونسيانهم ونسيانهم تسبب في خطئهم في نقلهم لكتاب ربهم
ولأن أكشف أخطاء المسلمين في نقل كتاب الله خير من أن يكتشفها غير مسلم فينسبها إلى الله
فتكون سببا في صده عن سبيل الله