آخر الأخبار

من عجائب المنطق الاسلامي او قل العقل الاسلامي في فن المنطق الذي استوحي من القران ما يحير الحكيم
فمنطقه هو اللامنطقية
وله على كل سوال جواب ولكل دليل حجة خاصة به وفق ما يراها هو لا مايراها الاخرون
ليس بالضرورة ان يكون مقنعا ولماذا ان يكون مقنعا
بل عليه ان يرد فقط ولو بسب من يكذب ويسفه عقدية إسلامية واضحة البطلان
فليست مهمته الاقناع كما في قصة واسطورة ذي القرنين بل متى ما جائته حالة اللاوعي حينها يرد ولو بكلمة او بسرد ممل طويل عريض لا يثبت حقيقة ولا يرد حجة
فاذا ما انتقدت الاسلام مثلا بسبب اجحافه وطريقته الغير انسانية في التعامل مع الاخرين اي اصحاب الاديان والطوائف الاخرى ستجد انه لا يقهر ولا يردع ابدا وله في كل حادثة حديث
ومن هذا المنطق العويص الممتنع عن الفهم لذوي الحكمة والنظر هو ما سيظهر في مثالنا الاتي للنصراني وفق فهم الاسلام لكلمة نصارى نصف دية المسلم
اما اذا كان الانسان من غير اهل الكتاب فاختلفوا في امر ديته فالبعض اسقط الدية اذ لا قيمة لكافر والبعض شبهه بدية الحيوان
فمن قتل بوذيا او طاويا او ايزيديا فكانما قتل حيوانا هذا في احسن الاحوال
فاذا ما انتقدت هذا الحكم او غيره واظهرت اجحاف الاسلام وانانيته انبرء المدافعون عنه وفق المنطق الاسلامي القراني
لكن قبل ان اكمل الفكرة اعترضنتي ذاكرة قديمة عندما كنت اقرأ القران
فزكريا النبي عندما حملت زوجته بيحيى وخشي من السنة القوم سأل الله اية ليسكت بها قومه
جاء القران فقال صم عن الكلام ثلاثة ايام
قال رب اجعل لي آيةً قال آيتك الا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سوياً.

حاولت ان افهم معنى الاية فلم افهمها حتى عرفت بمعظلة القران المنطقية او اللامنطقية
وكما نقول جواب الله في وادي وزكريا في وادي اخر فما معنى ايتك ان لا تكلم الناس ثلاثة ليال سويا
فيمكن لكل مخلوق ان يصوم ثلاثة ايام او ان يدعي انه ابكم ثلاثة ايام
ذكرني ذلك أيضاً بكلمات الدكتور كامل النجار في كتابه مآخذ على القرآن
اذ افاد في المنطق القراني عندما رفض ابن نوح الركوب معه في السفينة: ” قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم”. فقال له نوح في الاية اللاحقة: ” قال رب اني اعوذ بك ان اسالك ما ليس لي به علم”.
وطبعاً الانسان دائماً يسأل عما ليس له به علم. فلو كان له به علم لصار السوال اضاعة للوقت والجهد.
وهكذا اكمل الدكتور كلماته في منطق القران وتناقضه حتى قال
?ولما طلب اهل مكة من النبي ان ينزل لهم معجزةً، اجابهم الله في سورة الاسراء، الآية 59: ” وما منعنا ان نرسل الآيات الا ان كذب بها الاولون”. وألآيات هنا تعني المعجزات. فرفض الله ان ينزل على محمد معجزة لان الاولين كذبوا بها. فدعنا نستعرض بعض هذه المعجزات. فلنبتدئ بداود الذي سخر له الحديد وسخر له الريح وجعل الجبال تؤب اي تسبّح معه، فكذبه قومه. ثم، كما يٌخبرنا القرآن، ارسل الله من بعد داود ابنه سليمان وعلمه لغة الطير وسخر له الجن والريح والحيوانات كلها واعطاه مالاً وحكماً عظيماً. وكذبه قومه. ثم اخرج لثمود ناقةً من الصخر، فلم يصدقوا نبيهم وعقروا الناقة. وبعد فترة ارسل الله موسى واعطاه بدل معجزة واحدة تسع معجزات حسب الآية 101 في سورة الاسراء: ” ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيناتٍ “. ولم يؤمن بنو اسرائيل، ولكن لم يمنع هذا الله من انزال المعجزات على عيسى، فجعله يكلم الناس في المهد، ويحيي الموتى، ويشفي المرضى، وانزل له المن والسلوى من السماء. فاذا كان كل هولاء الانبياء طلبوا المعجزات واعطاهم اياها الله رغم ان الذين قبلهم قد كذبوا بها، لماذا منع آخر نبي من المعجزات لان الذين سبقوا كذبوا بها؟ والجواب طبعاً أنه ما كان في مقدور محمد أن ينزل لهم مائدةً من السماء او يًحيي لهم موتاهم فقال لهم ان الله لم ينزل لهم معجزات لان الذين سبقوهم كذبوا بها.

اذن من خلال هذا الخليط القراني الغير متجانس في علم المنطق تعلم المسلمون المنطقية في الرد
فاذاما انتقدت الاسلام واظهرت اجاحفه وانانيته
جائك جوابهم المكرر انت تستدل بروايات ضعيفة
فاذاما قلت لهم انها روايات موثقة وثابتة ومطابقة للتاريخ
قيل لك لا يمكننا ان نثق الا بالقران لانه الوحيد الذي لم يطاله التحريف
فاذا ما جئت لهم بايات من سورة التوبة ومحمد وغيرهما
قيل لك هناك ناسخ ومنسوخ وهناك اسباب نزول
فاذاما اجبتهم بان هذه الايات جائت ونزلت اخر شئ وهي اوامر وطبقت وفق ذلك واجمعت عليها المذاهب
قيل لك لا يعلم تاويله الا الراسخون في العلم
فلما نقول ومن هم الراسخون في العلم
ستجد هنا عدة اجوبة
اولا : راي شيعي يقولون ان هولاء هم الائمة من ال البيت فقط
وجوابه اذن القران هو لهولاء الذين ماتوا ولم يحكموا وليس بحجة على كل البشر لانه لم ينزل لعامة الناس فالقران ميت بموتهم
والعجيب ان الحكماء يستطيعون الكلام لكل البشر افضل من الله سبحانه

ثانيا : هم العلماء الربانيون المدافعون عن القران وهو الراي السني
اذن كل من يتوصل لنتيجة كالرازي الذي قال انا استطيع ان اتي بافضل من القران سيكون ليس بعالم رباني فالتصنيف أيضاً وفق نظر القران فقط
والشئ الملفت ان هذا المنطق هو نفسه منطق قراني
فالقران في منطقه اعتبر كل من اختلف معه في الفهم انه ضال او منافق او هم كالحجارة وما الى ذلك من تعابير
فعندما سمع بعض الحكماء واهل المعرفة بقصص بعض القران قال انما سمعنا بها سابقا وهي اساطير الاولين وصاغها محمد باسلوب اخر
فجاء رد القران واضحا صريحا بانهم قوم لا يفهمون ولا يفقهون فهو لم يفند دعوى المدعي بل وبخ المدعي فقط فقال
مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
كما انه رد على النضر بن الحارث الذي قتله محمد بعد ان وقع اسيرا في سطوة بدر
فالنضر كان عارفا بفارس والروم وكثير الترحال والسفر فلما سمع بعض الاساطير في القران اعترض وقال انا اتي بمثل هذا انما هذه اساطير الامم السابقة التي تتناقلها رعاعهم وقد سمعتها سابقا
فالقران لم يفند ذلك بل اقره لكنه سب ولعن ووبخ النضر بن الحارث فقط
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
وقال
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا
وهناك ما قارب تسعة ايات جائت في نفس هذا المضمون بدون تفنيد لدعوى المدعي بل فقط سباب وشتم ووعيد
ثم لما اعترض البعض على تناقضات القران وكيف لرب ان ينسخ ايات وضعها قبل ايام
وما هي الحكمة من تشريع ينسخ بتشريع اخر او اية تنسخ باية اخرى
كان جوابه
مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
كأنما أراد ان يقول ان الله حر يفعل ما يشاء فهو على كل شيء قدير
لكن لماذا لم ياتي الله من اول الامر بالافضل؟ اليس هو علام الغيوب
لماذا يشرع تشريعا ثم يظهر ان التشريع غير ملائم فينسخه كتحريم الفرار في ارض المعركة
ولماذا يوجد بعض الايات التي تتصادم مع بعضها
فاجابهم انما ذلك لتفتنون
أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ
فاذا ما اردت ان تنتقد شيئا في القران اجابك بانك ذو قلب مريض تتبع المتشابه دون المحكم
كأنما يقول لك لماذا تنظر للاخطاء وتتصيدها وتترك الشئ الصحيح
اذن لماذا تضع به هذه المتشابهات وغيرها فاذا نظرت انا بها قلت انك مريض القلب كان من اول الامر بما انك حكيم ان لا تضع هذه المتشابهات
اوليس الحكيم يحكم صنعته فينزل المحكمات فقط
وَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ
لكن هذا ليس منطقا عقلائيا في الاجابة انما هذا تبرير للاخطاء وهروب من الاجابة فقط
لماذا لم يجعل الله الحكيم كتابه محكما لاسيما ان القوم عباد اصنام وذوي جهل وانت تريد ان تهديهم السبيل ورسولك خاتم الأنبياء وكتابك خاتم الكتب فلماذا يكون كتابك فتنة وفيه المتشابه وغير المتشابه
لماذا تبتليهم ببلاء يحرق الاخضر واليابس كما هو حالنا اليوم
لماذا يكون المنطق القراني هو وفق هذه الاية
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
هل فعلا تحتاج البشرية لأن يبلوها الله بكتابه فوق بلائها المتنوع الغير متناهي ولماذا لايكون الرب حكيما محكما لكتابه حتى لا يقع هذا الاختلاف العظيم الذي احرق الحرث والنسل
لماذا تكون هناك الاخطاء والتي سميت بالمتشابهات ولما لم يجب الرب اجابات واضحة على اسئلة الكثيرين لماذا يكون هناك تملص وذم فقط دون اجابة مقنعة ام انه منطق القران وفيه يكون السؤال في وادي والجواب في وادي اخر
فعندما سالوه مثلا عن الروح لم ياتي بجواب مفيد بل قل الروح من امر ربي وكأنهم لا يعرفون بان الروح من الله
ولما سألوه عن الهلال يبدء صغيرا ثم يكبر الى ان يختفي ولماذا تظهر عليه هذه الاثار لم يعرف سبب ذلك واجابهم بانه الله جعلها هكذا ليعرفوا بها الوقت
فقال يسالونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس.
ولما سالوه عن ذي القرنين احتار اسبوعين في مكة حتى استهزء به القوم وقيل له تركك صاحبك اي جبريلك او قلاك صاحبك فجائهم بعد شدة بأسطورة مغايرة تماما لحقيقة ذي القرنين لم يفهمها احد من العالمين حتى قال علماء المسلمين انه يوجد اثنان ذي القرنين الاول ما ذكره القران والثاني ما عرفه التاريخ عن ذي القرنين الاسكندر المقدوني فهل بعد هذه اللامنطقية نجد منطقا إسلاميا . هل فعلا الرب القدوس علام الغيوب عاجز الى هذا الحد او ماكر فتان يريد ان يضلل عباده ام ان هناك شيء اخر …..
فكيف تربي الانسان على هكذا منطق اي اللامنطقية وتريد منه ان يكون منطقيا
لذلك نجد المسلم يبدء باللامنطقية صعودا الى ان يصل به الامر انه ينكر الايات ومعانيها وظاهرها من اجل ان لا يخدش تلك الصورة لذلك الشخص المقدس والذي نشأ هذا الانسان على تقديسه وعلى انه كامل وعظيم