جائني سؤال من اخت فاضلة عن السيد المسيح فاجبت بالاتي : كانت لي ردود سابقة بينت بها حال عيسى بوضوح وسوف اجيب وفق ما بينته سابقا في ردودي القديمة .
اقول اختي الكريمة نحن لا يوجد بين ايدينا الا التعاليم الاخلاقية لعيسى فمن يقرء تاريخ عيسى سيعرف جيدا انه تاريخ مختلق فهو قد نسبت اليه حياة كرشنا احد الالهة الهنود فكل ما كان لكرشنا من ولادة اسطورية نسبت الى عيسى ولو فرضنا ان هذا شبه لا غير فاقول ان هذه موروثات اسطورية .
وان عيسى عندي رجل من ام واب فمريم كان لها زوج وهو يوسف النجار ورجلها لفظ واضح تجدينه حتى في الاناجيل المعتبرة عندهم لكن القوم يحاولون ان يتملصوا من هذه الحقيقة باساليب شتى فيقولون ان يوسف كان خطيبها فعبر عنه برجلها او عبر عنها بامراته .
نعم ان عيسى رجل صالح ثار ضد تعاليم اليهود وطبقيتهم المقيتة وتعاليمهم الفاسدة وقتل بسبب ذلك وكان له اتباع عذبوا وصلبوا واستمر الاضطهاد لهم عشرات السنين وجعلوا عيسى ابن الاله كعادة الاله وابنائهم في الهلال الخصيب حتى ان وصل الزمان الى ان امن به ملك روما الوثني والقصة مشهورة وهكذا اصبح هناك عيسى مختلفا كليا عن عيسى الانسان الثائر الاخلاقي .
اصبح عيسى بن الله او الله الظاهر في الجسد وهذه لوحدها فكرة سخيفة جدا فاذا كان عيسى بن الله اذن كلنا ابناء الله لكنهم ادعوا ان عيسى وحده الابن وحدثت طامات تفسيرية واختلافات جوهرية فاصبح هذا الابن هو الاله الظاهر في الجسد وهذه الفكرة ليست فكرة المسيحية بل كان هناك عقائد منتشرة في الهلال الخصيب مثال ذلك اشور بانيبال يعني الثور بن بعل فابناء الله ليس وليدة التاريخ المسيحي انما هي افكار وعقائد منتشرة من قبل عيسى بمئات السنين لمن عرف تاريخ العراق وسوريا .
لا ننسى شاول الذي عذب اصحاب المسيح واتباعه وقتلهم ثم اهتدى واصبح قديسا ولم يرى عيسى وقصته مشهوره وهو من اسس للمسيحية ويعتبر ثاني رجل بعد عيسى في نشر دين المسيحية وكان يهوديا ولما اهتدى اختلف حتى مع تلاميذ عيسى لكن منهجه ثبت واستقر واصبح من شاول الشرير لبولس القديس .ومن عرف تاريخ بولس عرف الكثير عن تحريف المسيحية الاولى اعني مسيحية عيسى وتلاميذه . في الحقيقة امر غريب سفاك يتوب ويصبح قديسا لا باس لكن يبجل اعظم من تلاميذ عيسى الذين امنوا اول القوم وثبتوا على الحق فبدل ان يؤسسوا هم اسس المسحية يوضع شاول هذا الاساس هذا امر غريب جدا. بل اصبح لقبه رسول الامم .
نعم ان عيسى له كلمات موروثة في الانجيل يقول فيها عن نفسه بانه الابن ويعبر عن الاخرين ايضا بابناء الله لكن هل عظمت جهته وقلصت جهة الاخرين الجواب نعم ذلك ما حدث في نظري.
اعتقد ان عيسى كان يشير لما نشير اليه نحن وهذه الحقيقة كل حكيم يدركها فكلنا ابناء لهذا النور الاول.
ثم ان الاناجيل كتبت بعده بسنين مما يعني حدوث بعض الاختلافات من حيث الفهم فما انتشر وفسر وفق راي المبشرين هو ما تم الايمان به وتثبيته وترك كل ما خالفه وفتنه الاناجيل لا تختلف عن فتنة القران الا من بعض الجهات.
ان الفكرة اللاهوتية لعيسى هي احد اسباب انحسار المسيحية في عصرنا الحاضر لانها فكرة سخيفة جدا فمن عرف حقيقة النور يعرف انه يستحيل ان يظهر في جسد بشري واحد بعينه ويترك جميع خلقه فهل حشر ذاته بعيسى وهل الله في جهة كي يتنزل لجهة محدودة .
واذا كان المقصود هو نور الاله فكل مخلوق خلق بنور الاله وكل عبد صالح فيه نور هذا الاله . واذا كان المقصود ان ابناء الله هم عباده الظاهرون به فكلنا ظاهرون بالله .
ان فكرة لاهوتية عيسى تتوافق مع اذهان الامم القديمة لذلك انتشرت المسيحية انتشار النار في الهشيم مع ما فيها من اخلاق ومحبة وفداء وشفاء اي انها فصلت وفق احتياجات ذلك الوقت .
والفداء هنا اشرت اليه بمواضيعي وبينت ان القوم قديما كانوا يجعلون من بعض البشر قرابين للالهة وهكذا تاثر من ادعى ان ابراهيم او قولي ان ابراهيم هكذا راى في رؤياه. هذا اللامر بينته سابقا ففكرة الفداء فكرة تعرف وفق سياقها التاريخي الواضح والثابت حتى وصلت للمسيحية بفداء المسيح للبشر.
مع الاسف فكرة سخيفة جدا مع احترامي لمن يؤمن بها. لا اعرف فداء مما فاذا كان الطالح يدخل للنار والصالح يدخل للجنة فالفداء مما ؟ .
فكرة لا غاية منها علما انه كان البعض يظن ان ايمانك بالمسيح وحده يكفي ان تدخل للجنة كونك قبلت المسيح فسيقبلك . مع الاسف لا يمكن لعاقل حكيم ان يتحمل هكذا سفاسف.
اختي الكريمة لا يمكن ان تستقيم فكرة لاهوتية المسيح امام الحكمة النورانية انما هي فكرة وثنية تطورت خلال الازمنة والعصور .
لذلك ستجدي مئات الشروحات المختلفة في قضية لاهوتية عيسى وبنوته وستجدي ان هناك تطورا ملحوظا في هذه الفكرة بل ان التطور وقع على فهمهم لطبيعة الاله . فقديما كان الاباء الاوائل يظنون ان الاله هو نفس اله بني اسرائيل المتشخص والذي في جهة ما والذي يمكنه ان يصنع كل شئ بمملكته ويرسل ملائكة ويعاقب الامم ويعطي الارض لمن يشاء وينزعها من اهلها وقتما يشاء كما هو الحال في دعوى ابناء ابراهيم بان الرب اعطاهم ارض كنعان فلما قوت شوكتهم قتلوا الامم وابادوها واستولوا على الارض وكل ما عليك هو قرائة كتبهم المعتبرة والمقدسة لتجدي الشرور العظيمة التي يجل عنها اعظم السفاحين فكيف برب حليم كريم.
حاولي قرائة سفر يشوا المقدس المعترف به من قبل اليهود والمسيحيين .
كانت لي لقائات في بيتي مع كبار شهود يهوه واثبت لهم بالدليل ومن نفس كلمات عيسى التي يؤمنون بها ان هذا السفر لم يباركه الله لانه سيكون الرب الذي تؤمنون به يناقض نفسه فعيسى يقول ما اخذ بالسيف بالسيف يؤخذ ويدين هكذا امور فكيف تؤمنون بسفر يشوا ؟.
في الحقيقة هناك سر غاب عنه الكثير وهو ان من اسس للمسيحية بعد موت المسيح هو رجل يهودي واغلب المسيحيين الاوائل هم يهود بالاصل لذلك لما قتل عيسى وانتشرت فكرة لاهوتيته بعد سنوات هذه خلطت بين وثينة روما والايمان بالعهد القديم فقالوا نحن نؤمن بالعهد القديم ولكن ابن الله جاء بعهد جديد اي انها نفس فكرة تملص بعض المسلمين من جرائم اول ظهور الاسلام فهم يقولون ذلك عهد له ما له ونحن نعيش الان بعهد جديد لكن الفرق بينهما ان المسلمين القائلين بذلك قالوه بدون ان يدعي احد منهم انه ابن الله او نبي مرسل من الله .
اصبح هناك كوكتيل فالعبادات اليهودية مرهقة فابطلت واخذت بعضا من وثنية روما مع ما قدمه بولس اي شاول من تعاليم مع موروث ابن الاله والفداء فاصبح هذا الكوكتيل المقدس المسيحي الذي تطور واختلفت به طوائف المسيحية وكل ما عليك هو معرفة هذه الطوائف وتفسيراتها ولا يمكن حصر هذه الطوائف وتنوعها في الفهم والتفسير .
اختي الكريمة ان لاهوتية عيسى فكرة باطلة تناقض حقيقة النور الذي نؤمن به فنور القدوس مقوم ومظهر لكل موجود وان ما ورثناه من عيسى هو تعاليمه الاخلاقية فقط اما لاهوتيته وبنوته فهذه تفاسير ومنسوبات ويكفي ان تطلعي على حياة كرشنا لتعرفي الشبه العظيم بينهما من حيث الولادة والطبيعة . ايضا راجعي اديان بابل واشور والقرابين وابناء الالهة لتجدي كيف ولماذا تاثرت المسيحية بكل ذلك .
ان اصعب ما يواجهه المسيحي هو التفسير اللاهوتي المتناقض لحقيقة عيسى وحقيقة الاله انها الطامة الكبرى التي كونت البوابة التي يغادر من خلالها المسيحيون المسيحية.
ثم ان تعاليم عيسى الاخلاقية لا تعني انه بن الله نعم هو بن الله بفمهومنا الذي نطرحه من اننا جميعا ابناء النور والابن البار قد حاز الحسنيين حسن ظهوره بالنور وحسن اتباعه للنور. هذا هو ما نؤمن به .
ثم يا اختي هناك حكماء قبل عيسى جاؤا بما لم ياتي به عيسى من تعاليم كونية وحكمة عظيمة وانما نحن ورثنا من عيسى تعاليمه الاخلاقية . لكن الحكمة واسرار التكوين وطبيعة البشرية وتقويمها لم نرثه من عيسى بل ورثناه من لاوتسو وبوذا كما ورثنا القيم الاجتماعية واحترام القانون وطبيعة تطبيقه من كنفشيوس . هولاء جاؤوا بامور عظيمة فاذا تساليني فانا ارى ان عيسى رجل ذو قيم انسانية واخلاق رائعة وقد ثار ضد قومه وتعاليمهم وجاء بمنهج اخلاقي لكن لما تسأليني عن لاوتسو اقول لك لو عاصره عيسى لما انفك عنه لعظيم حكمته الكونية والاخلاقية .
اذن اختي الكريمة عليك ان توسعي من اطلاعك لتفهمي حقيقة عيسى البشرية وليست حقيقته اللاهوتية نعم انه بشر تولد من امراة ورجل ولما صلب وقتل ظهر شاول فاضطهد المسيحين حتى ادمن فمرض وهلوس فتاب وانقلب لقديس اشبه بمن ينلقب على ذاته من اجل ان يكفر عما فعله وهذه هي الحقيقة لا غير مع ايمان روما بعد زمن بفكرة لاهوتية عيسى لتوافق ما كانت عليه من وثنية زائد ما نظر له الاباء من ايمان بالعهد القديم الذي ابطل منهجه وبقيت نصوصه.اذن ظهر عندنا العهد الجديد وهو خلاصة ما كان لما هو كائن .
ايضا احببت ان اشير بانه لا يوجد دليل قاطع على ان عيسى كان يؤمن بكل العهد القديم الذي يؤمن به المسيحيون اليوم نعم عنده بعض الاستشهادات لكن اغلب استشهاداته للتعريض ولكي يثبت حقيقة اخرى او يردع فريسيا كان يؤمن بالعهد القديم اي الفريسي لكنه اي عيسى خالف العهد القديم بمواطن كثيرة وهذا ما قلته لشهود يهوه عندما كانوا ياتون للحوار معي كل اسبوع حتى اجتمع في بيتي كبراء القوم واستحسن الكثير منهم قولي والبعض كان يبتسم من حسن الادلة التي اسوقها لهم . علما ان شهود يهوه لهم تفسير اخر في لاهوتية عيسى فهم لا يؤمنون بانه الله الظاهر في الجسد.
اما المسيحيون فتفسيرهم اللاهوتي تطور عبر الازمنة من الوثنية كما ذكرت وحتى يتمصلوا من بعض الكبوات اصبح كبرائهم يطرح حقيقية الاله بشكل مختلف . ولو دققتي في ما قاله الاوائل لعرفتي انهم يؤمنون باله متشخص وكذا شيطان متشخص وكلاهما في جهة وهذا كلام سخيف جاء من اساطير زرادشتية وبابلية وغيرهما.
والخلاصة اختي الكريمة هي :
نحن قوم نحترم ونبجل عيسى لتعاليمه العظيمة الاخلاقية ولكننا نقول انه بشر تولد من انثى وذكر .
ونقول بانه قد سبق ولحق بحكماء كبار مثل لاوتسو وبوذا وكنفشيوس وغيرهما وان عيسى لو عاصر لاوتسو وعرفه لما انفك عنه لعظيم حكمته فلاوتسو معلم الحكماء وعيسى حكيم في بؤرة غلب عليها الجهل والاساطير .
هذا ما نعتقده في عيسى عليه السلام وله المحبة..
علما ان كبار علماء اوربا ومفكريها وفلاسفتها يعتبرون افلاطون وارسطو وفيثاغورس اعظم نفعا وعلما من عيسى فعيسى جاء للبسطاء بالاخلاق وهولاء جاؤوا بعظيم العلم والوساطة في الاخلاق مع انهم سبقوا عيسى بقرون طويلة.
اما قضايا الاحياء فهذه امور عظمت كما يعظم الناس وقتها كل حدث مماثل . فمن يموت لا يمكن احيائه فكيف اذا تفسخ ونتن وخرجت رائحته انها اكاذيب لا غير وانه رجل بطاقته انهض مغمي عليهم فعظم الامر وهذا امر شرحته سابقا.
كان الرجل عظيم الهمة قوي الطاقة شديدها فعالج بقدر ذلك فعظموا وكذبوا وازادوا وهذا ما اره.
والعلاج بالطاقة اي بطاقة الانسان ممكن لكن بقدر ولا يحيي مواتا.
نعم كل مسار بالجسم مغلق بسبب طاقات سالبة يمكن فتحه بطاقة المعالج القوي او كمن يصرع وفق امراض معينة او كل ما يمكن اصلاحه من خلال مسارات الطاقة نعم كان يفعل ذلك .
لكن معوج العظام لا يمكن لعيسى اي يقومه.
ثم ليس كل ما تسمعينه قد قاله عيسى فانت تتكلمين عن زمن الاساطير والاكاذيب وايضا يمكنك ان تراجعي ما كتبه اليهود وغيرهم عن عيسى ستجدي هناك اختلافات جوهرية فالامم كانت تؤرخ ايضا ولا يمكنك ان تعتمدي على الرواية المسيحية فقط.
اما من حيث الصلب والتعذيب وانه بقي صامدا فهذا شئ اخر فالتاريخ ذكر اناس بقوا صامدين من اجل معتقدهم وصنع بهم اكثر مما صنع بعيسى راجعي ماذا صنع بالحلاج راجعي كيف قتل الباب مدعي البابية اقرئي طريقة قتل وتقطيع اطراف سعيد بن جبير من قبل الحجاج ايضا اقرئي كيف قتل ورمي للسباع المسيحيون الاوائل راجعي التاريخ وستجدينه طافحا بمئات الشخصيات التي عذبت وقطعت اطرافها ولم تتراجع عن معتقدها او افكارها فعيسى ليس بدعا من كل هولاء بل التاريخ ذكر لنا من تم تعذيبه باعظم واشد مما عذب ونكل به عيسى ومع هذا بقوا هولاء مصرون على مبادئهم وماتوا وذبحوا من اجلها ايضا انظري مثلا حيي والد صفية عندما عرض على محمد وهو مربوط الايدي الى عنقه فقال لمحمد لا يوجد بيني وبينك شئ الا اني لا اؤمن بانك نبي من الله فقطع عنقه .
هذا لا يعني لعيسى انه ابن الله او انه نبي او يرى ملائكة . يوجد اشرطة لداعشيين جرحى يرون ملائكة في اخر لحظات حياتهم ومنهم من يرى حور العين انا شاهدت بعض اهذه الاشرطة هذه لا دخل لها بالحقيقة هذه عبارة عن افكار زرعت في الذهن وعاشها هذا الانسان وفق ما زرعت به باطلا كانت او حقا . لا يوجد لها اي مدخلية بالحق او الباطل. كل انسان يرى ما زرع في ذهنه وما تيقن به وامن به بقوة فاليقين هو الايمان الشديد بالشئ ولا يشترط ان يكون حقا او باطلا انما هو يقين بشئ ولو كان خرافيا اسطوريا.
تتمة وتوضيح حول الشبه بين كشنا وعيسى:
اختي كرشنا ولد كولادة عيسى فعيسى عنده اب زوج مريم لكنهم قالوا ان يوسف لم يواقعها . هذا مطابق لكرشنا .
تكلم صبيا واحيا الاموات واصبح الها.
ثم ان الهلال الخصيب التي تؤثر به عيسى يؤمن بابناء الالهة وهذا الامر يعرفه كل باحث وعدد ابناء الالهة الذين قتلوا ايضا كثيرون ويوجد ابناء الهة ملوكا كما كان عيسى يسمى ملك اليهود . انظري مثلا الملك اشور بانيبال يعني الثور بن بعل وبعل هو الاله بعل كما ان اله بني اسرائيل هو ايل وذكرت ذلك سابقا.
بخصوص نصوص اكرشنا فهي كثيرة يمكنك تن تتابعيها بدقة وبحث علمي ولا تركني لمن يدافع عن لاهوتية المسيح كمن يدافع عن سماحة الاسلام ويقتطع نصوصا دون نصوص.
بخصوص ادانته للعالم فالمعضلة وقع بها المسيحيون وذكرتها
بردي السابق ماذا سيفعل عيسى للظالمين من المسيحيين هذه المعضلة لليوم قائمة في المسيحية والمصيبة ان الكثير منهم يقولون انه سيقبلهم ههههه اذن ماذا فعلنا ..
هل سيقبل من امن به وان كان ظالما ويهلك من لم يؤمن به وان كان صالحا او يعمل العكس وعلى الوجهين يبطل قانون الفداء الماساوي.
ولو فرضنا مثلا ان اسطورة اكرشنا تختلف مع اسطورة عيسى فهل تثبت بذلك اسطورة عيسى ؟
اختي الكريمة نحن في عصر الوعي العظيم عصر التحقيق والتدقيق ولا يكون هناك شئ مسلم الا اذا ثبت بالدليل القاطع وليس النقل المتناقض ولو فرضنا انه نقلا غير متناقض فهو مخالف لواقع الحقائق العلمية والطبيعة البشرية والظهورات الكونية .
ثم يا اختي الكريمة ماذا سيقول المسيحيون عن العهد القديم واالمجازر التي صنعها اليهود انهم قتلوا كل نفس حية اطفالا وحيوانا فضلا عن الرجال مع هذا هم لا يدينونها لكنهم يدعون انها لحقبة ماضية فكيف يمكن لانسان ان يؤمن بذلك.
عموما اختي انا تناظرت مع اكثر المسيحيين عقلا وهم اتباع شهود يهوه عندهم ادلة على بشرية عيسى لكن تبقى معضلتهم تقديسهم للعهد القديم الذي يحوي مجازرا .واذا اردنا ان نقبل بذلك فلنقبل بما فعله محمد فلماذا ترك دينه وهو فعل اقل مما فعله يشوا بكنعان وغيرها بل ان محمدا شهد على ان طبق ما في الشرع فهو كان يقرء بنصوص اليهود. وسوف انزل ذلك لاحقا لمن يحب القرائة. اذن اختي اذا اردتي ان تتبني منضومة ومنهج لابد ان تتبنينها بعد تبين تام اما اخذ تعاليم عيسى الانسانية فهذا شئ حسن وكما قلت لك نحن لم نرث الا تعاليم اخلاقية تم نقلها .
تتمة وتوضيح لبعض النقاط : ومنها انه احياء الموتى
اولا : انا قلت وبينت قديما انه هناك بشر تدفن وهي مغمى عليها وتستفيق بعد الدفن وحدث هذا كثيرا .
ومن له علم وحكمة وشفافية يمكنه ان يدرك ذلك .
وقلت انه احيانا طاقة رجل قوية تعمل ككهرباء في تنشيط القلب لمن اوشك ان يموت بنوبة.
كل هذا ذكرته فعيسى لن يتعدى ذلك ولا يمكن احياء ميت ابدا وهذا ليس قولي بل قول طوائف تؤمن بعيسى مثل الاحمدية .
لكن هذا كما ذكرت انه عظم واصبح احياء ميت ولو تعفن جسده ونسجت قصص عليه ثم يا اختي انت لم تسمعي عيسى بل من نقل وذكرت لك ذلك سابقا.
ثم لماذا التعجب من جهل الناس فنحن بعدهم بالاف السنين والجهل يغلب علينا الا ما رحم ربي .
ثانيا : انت اختي لا يمكنك ان تقولي اؤمن بالمسيح وفق النظر المسيحي ولا اؤمن بما جاء سابقا حقيقة هذا شئ عجيب فانت لابد ان تؤمني بالمنظومة التي قدمت وشرحت المسيح لك .
سؤالي هو الاتي : هل كان السيد المسيح يؤمن بما فعل يشوا وغيره ويقدس كتبهم التي تحوي هذه المجازر ؟
اذا قلت نعم وهو يؤمن اذن اقول وبوضوح هو رجل وليد ايدلوجية لم يتخطاها ولا يستحق كل هذا التبجيل والتقديس.
واذا قلت انه يكفر بها اذن عليك ان تعيدي قرائتك للمسيح فما اثبته الرسل الاوائل انما كانت نظرتهم وايمانهم وتفسيراتهم وليس نظر المسيح وبالتالي فكل ما بني على هكذا موروث فهو باطل .
اختي الكريمة المسيحيون اليوم يعترضون على محمد وينسون انه اقتبس من نصوص اليهود المقدسة التي يقدسها المسيحيون .
ثالثا : بحثنا ليس في اخلاقيات المسيح وتعاليمه الاخوية هذا امر واضح ثابت وقد اثبته لك انما بحثنا في جهته اللاهوتية التي لا تستقيم مع حقيقة النور المطلق .
انا احث كل انسان ان يعمل بتعاليم عيسى لكن هذا لا يعني انه لا يوجد من جاء بمثل تعاليمه يا اختي ان بوذا ولد قبل المسيح بحوال 563 سنة وتعاليمه عظيمة جدا
لاوتسو ولد قبل المسيح بحوالي 604 سنة وتعاليمه الكونية اعظم تعاليم حتى قال علماء الفيزياء ان ما جاء به هذا الرجل قبل الاف السنين لا يختلف مع قوانين الفيزياء في شئ . وله تعاليم اخلاقية عظيمة لا يمكن ان يحيط بها الا النادرون الاوحدون .
وكنفشيوس ولد قبل عيسى ب 551 سنة منهجه الاجتماعي من اعظم المناهج واحدث ثورة وطفرة في الصين فنقلها من حروب دموية الى سلم اجتماعي عظيم .
اذن يا اختي كل هولاء العظام وغيرهم لم يكونوا في تعاليمهم اقل رتبتة من تعاليم عيسى لكنهم بشر ولم يدعوا انهم ابناء الاله او ان الرب ظهر بهم وحدهم .
نحن لا نتكلم عن اخلاقيات بل عن عقائد وتفسيرات لاهوتية في شخصيته اختلفت بها جميع طوائف المسيحية .
وقد اوضحت لك الامر جليا بها في ردودي السابقة .
عملنا بوصايا عيسى شئ وايماننا بانه الله او ابن الله او ان امه هي ام الله ويتغنون الاخوة بام الله وينادونها يام ربنا هذا حقيقة امور ساذجة جدا لكنهم اخذوها بالوراثة وفق ما كانت تؤمن به العقليات الساذجة قديما .
يمكن اثبات بشرية عيسى وانه ولد من اب وان امه متزوجة من نفس الاناجيل المعترف بها لانه ايضا يوجد بها اشارات لذلك . ولو فرضنا انه لا توجد فهذا لا يعني ان تفسيرهم اللاهوتي صحيح ووسوف اضع بعضا من هذه الاشارات هنا.
بقلم : شمس المحسن