آخر الأخبار

تنبيه مهم : الموقع في حالة صيانة

تنبيه مهم آخر: تم حذف قناة الحقيقة من قبل ادارة اليوتيوب !

هذه قناتنا الجديدة : قناة شمس المحسن

۞ ففي سورة الشعراء، الآية الرابعة : ” ان نشأ ننزل عليهم من السماء آيةً فظلت اعناقهم لها خاضعين”. ويقول العلماء ان شبه الجملة ” فظلت اعناقهم لها خاضعين” استُعملت بمعنى المضارع. فلماذا كل هذا اللف والدوران وكان من السهل ان يقول ” فتظل”؟ وليس الخلط بين الماضي والمضارع هو الشئ الوحيد الخارج عن المألوف في هذه الآية، فقد استعمل القرآن كلمة ” خاضعين” وهي حال تصف جمع العقلاء مثل ” رجال” ليصف بها ” اعناقهم”، وهي ليست جمع عقلاء. والاسم الذي يقع حالاً يطابق صاحب الحال في النوع وفي العدد، ولذا كان الاصح ان يقول ” فظلت اعناقهم لها خاضعة”. ولكن كل آيات هذه السورة تنتهي بالياء والنون، لذلك اضطر ان يقول ” خاضعين”.


۞ والقرآن كثيراً ما يخلط بين المفرد والجمع في نفس الآية. فخذ مثلاً الاية 66 من سورة النحل: ” وان لكم في الانعام لعبرةٌ نُسقيكم مما في بطونه”. والانعام جمع وتعني ” حيوانات” وكان يجب ان يقول ” نسقيكم مما في بطونها”، لكنه جعلها في حُكم المفرد وقال ” بطونه”. وقال المفسرون افرده هنا عوداً على معنى النعم والضمير عائد على الحيوان، رغم ان الانعام حيوانات. ونجد نفس الاية تعاد في سورة ” المؤمنون” ولكن هذه المرة تغيرت كلمة ” بطونه” الى ” بطونها”. فالآية 21 من سورة ” المؤمنون” تقرأ: ” وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون”.

۞ ويكثر كذلك في القرآن غريب اللفظ والمعنى، فنجد في سورة المرسلات عندما يصف نار جهنم في الآية 32 وما بعدها: ” انها ترمي بشرر كالقَصر، كأنه جمالات صُفرٌ “. اولاً كلمة ” جمالات ” مع انها جمع تكسير ل ” جمل”، إلا أنها جمع غريب نادر الاستعمال، والمتعارف عليه هو جمال. ثم وصف الجمال بانها صُفر، وليس هناك جمال صفراء. فقال المفسرون كان العرب يسمون الجمال السود صفراء لان سوادها تداخله صفرة. فهل نفهم من هذا ان بني اسرائيل كذلك كانوا يسمون البقر الاسود اصفر، لان الله قال لهم ” بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين” ؟ ونحن لا نعلم لماذا قال العرب عن كل شئ أسود أنه ” أسود” الا الجمال السود نعتوها بالصفرة ولم ينعتوا البقر او الخراف السود بالصفرة.

۞ وفي سورة الحج ألآية 29 نجد: ” ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق”. فكلمة ” تفثهم” قد لا تكون عربية ولا أحد يعرف معناها ووقعها على ألاذن ثقيل. ويقول القرطبي في شرحه لهذه ألآية: ( ليقضوا بعد نحر الهدايا ما بقي من أمر الحج كالحلق ورمي الجمار وإزالة الشعث ونحوه. وقال ألازهري: التفث ألاخذ من الشارب وقص الاظافر ونتف الابط وحلق العانة. وقال الازهري كذلك: التفث في كلام العرب لا يُعرف الا في قول أبن عباس وأهل التفسير. وقال أبن العربي: هذه اللفظة غريبة لم يجد أهل العربية فيها شعراً ولا أحاطوا بها خبراً.) فإذا كان أهل العربية لا يعرفون معناها، فأي حظ سيحالف غير العرب في فهمها؟

۞أما سجيل فلا أحد يعرف معناها. قال النحاس: السجيل الشديد الكثرة. وقال سيل وسجيل هما نفس الشئ. وحكى محمد بن الجهم أن سجيل تعني طينٌ يُطبخ حتى يصير بمنزلة الارحاء. وقال سعيد بن جُبير أن اللفظة غير عربية وأصلها سنج وجيل أو سنك وكيل، وهما بالفارسية حجر وطين. وقد قال القرآن في سورة الذاريات، ألآية 33: ” لنرسل عليهم حجارةً من طين”. وقال أبن يزيد: سجيل أسم السماء الدنيا وعن عكرمة أنه بحر معلق بين السماء والارض منه نزلت الحجارة. وقيل هي جبال في السماء، وقيل كذلك هي ما سُجل لهم أي كُتب لهم أن يصيبهم. وأصل الكلمة ربما يكون من اللغة ألأرامية Sgyl وتعني حجر المعبد. والشئ الملفت للنظر أن كل هولاء المفسرين أتوا بتفسيرات لا تمت لبعضها البعض بصلة، مما يؤكد انهم كانوا يخمّنون معاني هذه الكلمات الغريبة التي لم يكونوا قد سمعوا بها من قبل.

۞ويقدر مونتجمري واط أن هناك حوالي سبعين كلمة غير عربية أُستعملت في القرآن، حوالي نصف هذه الكلمات مقتبسة من الكلمات التي كانت مستعملة في الديانة المسيحية، وخاصة اللغة السريانية والاثيوبية، وحوالي خمسة وعشرون كلمة من اللغة العبرية والارامية وكلمات بسيطة من الفارسية

۞وهناك كلمات في القرآن يبدو ان المراد منها عكسها. فمثلاُ في سورة طه، ألآية 15 ” إن الساعة آتيةٌ أكاد أخفيها”، وهي أصلاً مخفية ولا يعلم أحد متى تأتى، فالقرآن هنا لا بد انه قصد ” أظهرها” بدل أخفيها. وقد قال القرطبي في تفسير هذه ألآية:( آيةٌ مشكلة. فروى سعيد بن جبير ” أكاد أخفيها” بفتح الهمزة، قال: أظهرها. وقال الفراء: معناها أظهرها، من خفيت الشئ أخفيه إذا أظهرته. وقال بعض النحوين يجوز أن يكون ” أخفيها” بضم الهمزة معناها أظهرها.) ويتضح هنا أن النحويين أنفسهم وجدوا مشقة في تفسير هذه ألآية، فكيف بعامة الناس؟

۞والامثلة كثيرة على استعمال القرآن غرائب الكلمات لانها تماشي السجع. فليس هناك اي بلاغة لغوية بالمعنى المفهوم عندما يستعمل القرآن غرائب الكلمات هذه، والمفروض فيه أنه نزل بلسان عربي مبين أي بائن للجميع، وقد رأينا أن علماء التفسير يجدون صعوبة في شرح كثير منه، فما بال عامة المسلمين؟ وقد لاحظ هذا جماعة من المعتزلة في صدر الاسلام، منهم ابراهيم النظام الذي قال ان ترتيب القرآن ولغته ليس فيهما اى اعجاز.

۞و هناك كذلك أخطاء نحوية في كثير من آيات القرآن. انظر الى الآية 69 من سورة المائدة: ” ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون”. والنحو يتطلب ان تكون كلمة ” الصابئون” منصوبة لانها اسم “ان”، وكل اسماء ” ان” الاخرى في الاية منصوبة الا ” الصابئون” ، والاصح ان تكون ” الصابئين”. واذا نظرنا الى الاية 17 من سورة الحج، نجد ان ” الصابئين” منصوبة، كما ينبغي ان تكون: ” ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شئ شهيد”.

وفي سورة النساء الآية 162: ” لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر”. فكلمة : المقيمين” لا تتماشى مع قواعد النحو المعروفة. فهي معطوفة على ” الراسخون” ويجب ان تكون مرفوعة، وليست منصوبة كما في الآية، فالمعطوف دائماُ يتبع ما عُطف عليه. وقال القرطبي في تفسيره: ( قرأ الحسن ومالك بن دينار وجماعة ” المقيمون” على العطف، وكذا هو في حرف عبد الله. ولكن سيبويه قال: إنه نُصب على المدح). وهذا يذكرنا بالمقولة المشهورة لأحد العرب الاندلسيين عندما قال القاضي الاندلسي أبو محمد علي بن حزم أن القرآن يحتوي على أخطاء نحوية، قال الاندلسى: ما حاجتنا الى النحو وعندنا القرآن؟ إذا لم يوافق النحو القرآن، يجب أن نغير قواعد النحو. وهذا ما يُفهم من قول سيبويه انها نصبت على المدح.

وفي سورة الحجرات الآية التاسعة: ” وإنْ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما”. فكلمة : اقتتلوا” كان يجب ان تكون ” اقتتلا” لانها ترجع الى ” طائفتان” اي مثنى، وأقتتلوا ترمز الى الجمع. وفي سورة الحج ألآية 19: ” هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قُطعت لهم ثياب من نار يُصب من فوق رءوسهم الحميم”. فكلمة ” اختصموا” يجب ان تكون ” اختصما” لانها ترجع للمثنى ” خصمان”. وفي سورة البقرة الآية 177: ” ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر”. وواضح ان شبه الجملة ” ولكن البر من آمن بالله” لا تستقيم مع منطق الآية، والاصح ان تكون ” ولكن البار”. وقد قال بهذا النحوي الكبيرمحمد بن يزيد المبرد. وتفسير الجلالين يقول: ” المقصود بها ( ذا البر) وكذلك قُرئ بفتح الباء اي ( البار) “.

وفي سورة طه الآية 63: ” قالوا إن هذان لساحران يريدان ان يخرجاكم من ارضكم”. وكلمة ” هذان” اسم “إن” ويجب ان تكون منصوبة، اي ” هذين”. وقد ورد ان عثمان كان يقرأ ” هذين” وكذلك فعلت عائشة. وتفسير الجلالين يقول: قالوا لانفسهم ” ان هذين” . أما القرطبي فيقول في تفسيره ( قرأ أبو عمرو ” أن هذين لساحران” ورويت عن عثمان وعائشة وغيرهما من الصحابة، وكذلك قرأ الحسن وسعيد وجبير وابراهيم النخعي وغيرهم من التابعين. ومن القراء عيسى بن عمر وعاصم الجحدري فيما ذكر النحاس. وهذه القراءة موافقة للنحو مخالفة للمصحف. وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ ” أن هذان الا ساحران” وقال الكسائي في قراءة عبد الله ” ان هذان ساحران” وقال أُبي ” ان ذان الا ساحران”، وقال أبو عمر ” إني لأستحي من الله أقرأ ” إن هذان”). فهذا الاخير يعرف انه خطأ نحوي ويستحي من الله أن يقول ” هذين” لأن الله لا يُعقل أن يُخطي في النحو.

وسورة ألاعراف، ألآية 160 تقول: ” وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً”. وكلنا يعرف ان التمييز العددي يختلف بإختلاف المعدود. فالاعداد من واحد الى عشرة يكون ما بعدها جمع، فنقول تسعة نساء. ومن أحدى عشر وما فوق يكون ما بعدها مفرداً، فنقول أثنتي عشرة سبطاً وليس أسباطاً.

۞ونجد في القرآن آيات لا يمت نصفها الاول الى نصفها الثاني بأي علاقة. فخذ مثلاً الآية الثالثة من سورة النساء: ” وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنىً وثلاث ورباعَ فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى الا تعولوا”. فما علاقة القسط في اليتامى وزواج ثلاث او اربع زوجات؟ يقول القرطبي ( إن خفتم الا تعدلوا في مهور اليتامى وفي النفقة عليهن، فانكحوا ما طاب لكم غيرهن. وعن عائشة قالت: يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها فيريد وليها أن يتزوجها من غير أن يقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنُهوا أن ينكحوهن الا أن يقسطوا لهن ويبلغوا بهن اعلى سنتهن من الصداق، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن.

وقال أبن عباس وأبن جبير: المعنى إن خفتم الا تقسطوا في اليتامى فكذلك خافوا في النساء، لانهم كانوا يتحرجون في اليتامى ولا يتحرجون في النساء). وتفسير عائشة لا يمت للواقع بصلة. فاليتيمة تكون في حجر وليها الذي غالباً ما يكون عمها أو خالها وهي تحرم عليه ولا يمكن ان يتزوجها سواء أطمع في مالها او لم يطمع. وكم يتيمة كانت غنية في تلك الايام حتى تستدعي نزول آية قرانية لتمنع وليها من ان يتزوجها ويأكل مالها؟

والتفسير الآخر لا يستوي والمنطق كذلك. فاذا خفتم الا تعدلوا في مهور اليتامى فلا تنكحوهن وانكحوا ما طاب لكم من النساء غيرهن. ما ذا إذاً عن العدل في مهور النساء الغير يتامى؟ هل يحق لنا الا نعدل في مهورهن ونتزوج ثلاثة أو أربعة منهن؟ أنا أعتقد ان ألآية أصلاً لا تمت للمهور أو النساء اليتامى بشئ، انما هي تخص اليتامي الصغار من بنات واولاد، إذا مات والدهم وتركهم في كفالة عمهم او خالهم…..، ولسببٍ ما لم يكمل المتحدث الآية، وربما سهواً كتب الشخص الذي كان يجمع القرآن ” فانكحوا ما طاب لكم من النساء”. وقد يكون النصف الثاني من ألآية سقط سهواً اثناء جمع القرآن، أو أُسقط كما أُسقطت آيات كثيرة ذكرناها سابقاً.

وفي سورة فاطر، ألآية 8: ” أفمن زُين له سوء عمله فراءه حسناً فإن الله يُضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تُذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون”. فبداية ألآية تسأل:” أفمن زُين له سوء عمله فراءه حسناً “، فالأنسان يتوقع أن يجد مقارنة مع شخص آخر مثلاً، ” كمن أهتدى”. ولكن بدل المقارنة نجد ” فإن الله يُضل من يشاء”. لا علاقة البتة بين بداية ألآية وبقيتها. وقد قال القرطبي “هذا كلام عربي طريف لا يعرفه الا القليل”. والقرآن لم ينزل للقليل
وبعض ألآيات بها جُمل اعتراضية لا تزيد في المعني وليس لها اي سبب يجعلها تدخل في ألآية، فمثلاً في سورة الانعام ألآية 151: ” قل تعالوا أتلوا عليكم ما حرّم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاقٍ نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق”. فالاية كلها تتكلم عن الاشياء التي نهانا عنها الله، ولكن في وسطها نجد ” وبالوالدين إحسانا”. وواضح ان هذه ليست من المحرمات وانما زُج بها هنا سهواً، فلم يحرم الله الرفق بالوالدين.

۞وفي سورة القيامة، الآية 14: ” بل الانسان على نفسه بصيرةٌ “. وبدل ان يقول ” بصير” ليصف الانسان، قال ” بصيرةً “. وقال المفسرون ان التاء في ” بصيرة ” للمبالغة. ونسأل: ما الداعي للمبالغة؟ فالقرآن هنا إنما يذكر حقيقة، وهي إن الانسان بصير على نفسه. فلماذا يحتاج أن يبالغ؟

ويتضح من هذا العرض ان هناك اشياء كثيرة في القرآن خارجة عن المألوف ولا تمثل اي نوع من البلاغة النثرية، وانما فرضها السجع الذي لا تخلو اي سورة في القرآن منه. والسبب طبعا، كما قلنا سابقاً،ً ان السجع يسهل حفظه، وبما ان القرآن كان يُحفظ في صدور الرجال حينما كان ينزل به الوحي، كان لا بد من استعمال السجع.

 

من Almohsin