جواب عن سؤال حول الانبياء وحقيقتهم والتطور التاريخي لذلك ومحمد ومن يدعي المهدوية… انشره هنا للتنوير..
لقد فصلت وبينت سابقا قضية الرسل والانبياء وذكرت بانها لا توجد الا في الاديان الابراهيمية وفق الفهم اليهودي الذي تطور من الوثنية وهكذا دخلت للمسيحية لكن دخولها للمسيحية بثوب اخر فبما انهم ادعوا ان عيسى بن الله او الله الظاهر في الجسد اذن سيكون هو من يرسل الرسل لذلك اصبح تلاميذه ومن جاء بعدهم هم رسل المسيح وهنا انقطعت انبياء اليهود ورسلها وما زالوا ينتظرون المسيا الذي لن يأتي . ثم دخلت هذه الفكرة للعرب ذلك لكون اليهود تشتتوا بسبب اضطهاد روما لهم فبعد تهديم هيكلهم الذي بقي مهدما الى ان جاء محمد ثم بني على يد الوليد بن عبد الملك بحدود 70 هجريا واسماه بيت المقدس وبذلك توارثه المسلمون .
وسبب البناء هو لأشغال المسلمين عن فعلته في قتل عبد الله بن الزبير وتهديم الكعبة التي احتمى بها ابن الزبير . والتاريخ شاهد لمن يقرء
لكن هل بني على نفس الهيكل المهدم ام بقربه وفنائه هذا محل خلاف.
قبل هذا كان الهيكل مهدم واليهود قبل محمد بحوالي ثلاثمائة سنة فروا يمينا وشمالا وسكن بعضهم جزيرة العرب هذا الفرار جاء بسبب اضطهاد روما لهم فانتشرت تعاليمهم هناك وتاثر بهم العرب حتى ظهر انبياء من العرب وفق هذا التاثر فالقوم كانوا ينتظرون نبيا يصلح الله به امر الدنيا ويجمع الناس على الاخرة لكن من يكون هذا ؟ وهذا هو ما نظرت له اليهود بانه المسيا .
الهيكل اليهودي كان مهدم وقت دعوى محمد النبوة لكنه كان يظن بانه غير مهدم لذلك ادعى رؤيته في قضية الاسراء والمعراج والحقيقة انما كان مهدم ولا يوجد الا الحطام فقط . وعلى كل باحث فليبحث وليراجع التاريخ وسيعرف ذلك.
المسيحيون التي وقفت معهم روما بعد ان اضطهدتهم وحولت جهتها من حلف مع اليهود الى معاداة اليهودية وتبني المسيحية .
قالوا اي المسيحيون ان المسيا هو عيسى الذي قتلته اليهود وانه سيرجع واليهود قالوا انه سيأتي وانما عيسى مجدف يهودي ضل عن الحق وتلبس به الشيطان ونبذته اليهود وقطعته عنها كما يقطع العضو المصاب .
اليهود يعتقدون بان عيسى بن يوسف النجار والتاريخ فيه اشارات لهذا الشئ كما يشير الى ان عيسى له اخوة واخوات.
هكذا لما فر اليهود وقاموا بين ظهراني العرب الحاميين فالعرب حاميون وليسوا من سام كما يدعي المسلمون . واذا كانت قضية حام وسام خرافة واساطير فالحق بان محمد لا يتصل باسماعيل لا من قريب ولا من بعيد فلو اتصل به لكان يهوديا كباقي اليهود ومحمد تاريخه واضح ويعرف من اين انحدر كما ان عرب الجزبرة يرجعون بالاصل لليمن.هذا للتوضيح فقط
هكذا انتشرت فكرة نبي سياتي وتطورت وتبلورت حتى ادعى البعض انه نبي فمسلمة نبي الرحمان الذي ينحدر من قوم يؤمنون بخالق رحمان كانوا يؤمنون بالتوحيد ومسلمة من هولاء القوم وكان اكبر سنا من محمد فظن انه نبي لكنه لم يشرع السبي ولا معاشرة المسبيات ولا الغنائم ولا السطو لذلك لم تنتشر دعوته الا بين بني قبيلته ومن جاوره وانتشرت كدعوة سلمية اي انه لم يخض حروبا وغزوات حتى ظهر محمد وقوي واندحر مسلمة وسمي بمسيلمة الكذاب ووضع فيه المسلمون قصصا كاذبة او وضعوا على لسانه ما ينقل في الكتب من اكاذيب .
في التاريخ والروايات ذكر ان محمدا اول سنين خروجه ذكر البسملة بمكة فقالت قريش انه يدعونا لدين رحمان اليمامة.
وفي رواية “وكانت قريش حين سمعت: بسم الله الرحمن الرحيم، قال قائلهم دق فوك، إنما تذكر مسيلمة رحمان اليمامة “. لانه اصبح بعض العرب يطلق على مسيلمة رحمان اليمامة بسبب دينه . اذن الرجل كان سابقا لمحمد باشواط لكن دعوته قضي عليها محمد واعوانه بفضل طبيعة التعاليم التي جاء بها محمد فمحمد اجمع حوله امراء الحرب والمال والنساء مع جنان عرضها السموات والارض. ومسيلمة لم ينتهج هذا المنهج لذلك لم يؤمن به الا عشيرته والقبائل المحيطة بها ولم تتخلى عنه قبيلته عندما اجتمع عليه انصار محمد وهجمت عليه جيوش المسلمين وقتل هو وقومه وسبيت النساء والاطفال وكانت ملحمة ومجزرة ذهب ضحيتها الالاف.
ايضا في التاريخ والروايات ان محمدا لما قرء سورة التوحيد جائته ابنة خالد بن سنان فقالت له وكان ابوها حكيما موحدا قالت له انما سمعتها من ابي وقد مات ابوها قبل سنين اي قبل ان تظهر دعوة محمد فقال لها محمد ان اباك نبي ضيعه قومه وقصته مشهورة … ههه الظاهر انه اقتبسها منه فلصق النبوة بخالد بن سنان ليخرج من هذا المأزق . وهكذا هو الحال في اقتباساته من امية بن ابي الصلت الذي كان يكبره سنا . ومات الاخير اي امية ولم يؤمن بمحمد بل انه انكر على محمد ما فعله من مجازر واعاب عليه تحريضه لشباب لينبذوا اهليهم واقربائهم من اجل دينه بل وصرح بقوله بان محمد لو كان نبي لما امر البعض بقتل وقطع رحمه اذن كفر امية وكذب محمدا مع انه كان من كبار الاحناف الموحدين ومن اهل الحكمة والفضل وكان محمد يتغنى باشعار امية وفي ذلك قصص وروايات ثابتة. بل ان محمد حتى بعد ان عرف بموت امية في الطائف وانه لم يسلم قال عنه اسلم شعره ولم يسلم قلبه وما ذلك الا لكونه اقتبس منه الكثير فاراد ان يخرج من هذه المعضلة كعادته في الشيطنة والتخريج.
اما عن قضية النبي الذي ضيعه قومه اي خالد بن سنان فكنت ممن اعتقد بنبوته في ضلالي القديم وليس هذا راي فردي مني بل هو راي كل من تيقن بمحمد واحاديثه وهذا هو راي عرفاء الشيعة جميعا ومنهم الخميني ويمكن مراجعة كتب كبار صوفية المسلمين وعرفاء الشيعة ليعرف بانهم يؤمنون بهذا النبي الذي ضيعه قومه كما ان كتب اهل السنة مشحونة بهذه الروايات.
اذن كانت دعاوي النبوة مشهورة قبل محمد وفي زمن محمد وهي وليدة تعاليم اليهود الذين اختلط بهم العرب فالبعض كان يظن فعلا انه نبي من الله والاخر كان يدعي ذلك لمنفعة.
وقد بينت واوضحت هذا الامر اي امر التلبيس والتاثر واملاء اللاشعور فمن تعلم ودرس وتيقن بمنهج كهذا المنهج ودخلت عليه شبهة فسيظن انه نبي من عند الله او مرسل او هو المهدي وانا شخصيا عرفت اشخاصا مؤمنين وشيوخ ادعوا ذلك بسبب شبهات وتخيلات ورياضات كانت تجهدهم حتى تقع الهلوسات فيصدقونها فبعض ادعى انه ابن المهدي كالغزي الذي رجع وتاب عن ذلك والان في لندن وله قناة وانا اعرفه شخصيا وداخل لبيته وسألته اسئلة شخصية لم يكن معه غيري.وكان لقائي به قبل 25 سنة او حدود ذلك .
لا ننسى بان محمدا كان يختلي في الغار ويجهد نفسه ويقع مصروعا ويهلوس وفق ما في ذهنه من عقيدة نصرانية تختلف عن المسيحية اليوم اخذها من ورقة بن نوفل وقريبته خديجة زوجة محمد وبعضا من تعاليم اقتبسها خلال رحلاته للعراق والشام في ايلاف قريش وايلاف كلمة اصلها ارامي تعني تعلم وهذا يعني ان قريشا كانت تتعلم مع تجارتها لذلك على الباحث المدقق ان يبحث في جذور كلمة ايلاف واصلها التي اختلف بها العرب. نعم كان محمد يجهد نفسه فيهلوس وفق ما اودع في ذهنه وغرس من افكار متنوعة لذلك نجده مضطرب في طرحه متناقض في نظمه ونثره لتناقض هذه الافكار التي تعلمها وسمعها. فكل يهلوس بقدر ذهنه وطبيعة فهمه وما وقع عليه من الم نفسي وذهني وجسدي.
لقد كانت خديجة ترسل الخدم اذا تأخر في الغار ليجلبوه وكانت تعامله معاملة الطفل الذي يبتهج برؤيا امه .
نعم هناك الكثير ممن ادعى النبوة او المهدوية او غيرها ومن هولاء ايضا الحسني وغيره الكثير وكان الكثير مصدق بانه المنجي والمصلح . كما لا ننسى ميرزا غلام احمد القادياني الذي تولد في سنة 1835 وكان رجل صالح طيب ادعى المهدوية والنبوة وانه المهدي وعيسى ابن مريم لقول محمد قَالَ لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً وَلَا الدُّنْيَا إِلَّا إِدْبَارًا وَلَا النَّاسُ إِلَّا شُحًّا وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ وَلَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيم .
ويوجد احاديث كثيرة في ذلك اي في عيسى انما هو المهدي.
هذا الرجل ميرزا غلام عاش دهرا ومات وهو طاعن بالسن وله اتباع والان اتباعه بالملايين . وفي لندن عندما يقوم مهرجان هناك لهم يحضره حتى رئيس الوزارء البريطاني او وزير الخارجية .
طائفته هي الاحمدية بشقيها ويمكن تتبع اخبارهم ومنهجه افضل من مناهج عامة المسلمين فهو ذو منهج انساني ويحترم القوانين وهذا امر تعبدي عندهم وهم في انتشار كبير وفي كل دولة لهم اتباع. فهذا الرجل ليس دجالا ولا كذابا بل عالم كبير وله حكمة ودراية وادعى المهدوية والعيسوية معا.
وهناك غيره الكثير قبله وبعده والتاريخ مشحون ولا يمكنني ان اعدد هولاء جميعهم وانما ابين موجزا لتحفيز الذهن ولمن اراد الاطلاع عليه البحث والتقصي.
ولقد بينت سابقا من خلال الرموز الكونية التي تحدث في اوقات ما ظهور هذه الدعوات وخصوصا دعوى المهدوية ولربما اعيد نشر ذلك لاحقا .
اذن النبوة هي فكرة يهودية تطورت عبر الازمنة وامنت بها الاديان الابراهيمية وما انحدر منها .
وكما قلت انهم قوم تربوا على هذه الافكار واكيد سيظهر من يتقمصها ويدعيها .
ونحن لا نؤمن بكل هذا الخريطي كما يقال بالعراقي فلنا منهج بيناه واوضحناه وهو الحق الواضح والسبيل المدام والنعيم المقام لمن فهمه.
نحن نؤمن بالحكماء الذين ادركوا حقيقة النور وطبيعة التكوين وبينوا هذه الحقيقة للناس ليكونوا على بينة ومعرفة وحكمة وعلم .
ولا يوجد عندنا قدسية لشخص دون الاخر بل كلنا مقدسون ونقدم الامتنان لكل مخلوق خلقته يد القدرة وكل ابناء الارض نبتها.
ولا نحتقر مخلوقا كالخنزير او القرد والفار فكل هولاء خلقوا بيد القدرة وبنور التكوين ولوا خيروا لقالوا اردنا ان نكون في اجمل صورة واحسن تقويم يفوق صورة وتقويم باقي البشر . اذن فلماذا نحتقرهم فهل هم من اوجد صورتهم هذه ؟.
انما الجاهل يحتقرهم لجهله وعدم معرفته ومن عرف النور اظهر الامتنان لكل هذه المخلوقات .بل ان منع عرف النور لحظة لم يشرع الجبر والاكراه والقسر والاستعباد فضلا عن القتل والاغتصاب.
ولقد اشكل البعض علي وفق كلام قديم ذكرته قبل سنوات طويلة وهو كوني رايت في حالة صفو وحضور النبي دانيائيل اي دانيال
وجوابي هو الاتي
انا اقول انه نحن نؤطر الرؤيا وفق عقيدتنا وما تاثرنا به وقد كان يقيني قديما ان دانيال عظيما فرايته عظيما.
بمعنى اخر في الحقيقة ما رايت الا نور كوني لا غير نعم كنت اظن اني رايت دانيال لكن بعد ان رايت النور والبصيرة عرفت اني اطرت النور بصورة دانيائيل.
فنحن نؤطر رؤيانا بلباس من نعتقد به.انا دائما اقول اجمعوا الرؤيا ووحدوا الصور لتتضح لكم الحقيقة .
اذن انا قديما كنت اؤمن كاي مؤمن متيقن بدينه وتعاليمه فرايت هذه الشخصية وفق رؤيا وكانت حقيقة رؤيا مذهلة رائعة جدا ولها اثر نفسي عميق استمر معي اياما .
فالعقل له قدرات خارقة فهو الذي يخلق الاله ويجعل له ملائكة ثم تتنزل علينا هذه الملائكة وما هذا الا من خلق ادمغتنا فقط.
اما مفهوم الانبياء عندي فقد بينته ايضا قبل سنوات وقلت بانه كان الحكيم يصعد على نبوة وهي الارض المرتفعة ويعلم الناس الحكمة ويتنبأ لهم بما سيقع عليهم وفق استقرائاته وحكمته وفكه لبعض الرموز الكونية.
اذن انا اؤمن بالانبياء بمعنى الحكماء ولا اؤمن بالانبياء بمعنى انبياء وفق نظر الاديان الابراهيمية.
يوجد فرق بالمصطلحات بين ما اقوله وما تراه الاديان الابراهيمية وشرحت ذلك سابقا وهذا موجود في قسم عقيدتي.
حتى في الاشرطة الصوتية عندما اقول انبيائا فهذا يعني وفق ما افسره انا.
اذن انا مررت بتطور فكري وتنقل معرفي ولم الد بهذا الفكر من بطن امي انما هي مراحل مررت بها فكرية تبلورت وتلاقحت الافكار حتى اثمرت ما انا عليه الان.
هذا هو منهجنا وهذه عقيدتنا وتلك هي دعاوي من يدعون النبوات والرسالات التي هي بالاصل اكذوبة جرت اكاذيب وافرخت اديانا وعقائدا متنافرة متناحرة.
فلا يوجد الا الحكماء وتطور هذا المفهوم على ايدي اليهود فاصبحوا انبيائا من الله ولهم دين وتشريعات وهكذا اخذتها باقي الاديان التي جائت بعد اليهودية والا فالاصل وقبل اليهودية لم يكن الا الحكماء او الكهان .
هذا جواب واضح فصيح صريح مختصر لما سالت عنه.
بقلم : شمس المحسن