آخر الأخبار

هناك اخطاء تاريخية في القرآن تجعل القارئ يشك ان يكون القرآن منزّلاً من عند اله خلق كل شئ ويعلم تاريخ خلقه. فمثلاً، عندما يخاطب القرآن مريم ام عيسى، يقول لها: ” يا اخت هارون”. والمقصود هارون اخي موسى. والخطأ واضح هنا، اذ ان الفرق الزمني بينهما اكثر من ألف وخمسمائة عام. وصحيح ان موسى وهارون كانت لهم اخت اسمها مريم ” Miriam” ولكن ام الرسول عيسى فأسمها ماري ” Mary “، ولكن العرب سموها مريم، ومن هنا حدث الخلط بينهما. وقد حاول علماء الاسلام تصحيح هذا الخطأ بعدة طرق. فقد قال القرطبي في تفسيره للقرآن: ” كان لمريم من ابيها اخ اسمه هارون فنسبت اليه. وكان هذا الاسم كثيراً في بني اسرائيل تبركاً باسم هارون اخي موسى، وكان امثل رجل في بني اسرائيل. وقيل هارون هذا كان رجلا صالحا في ذلك الزمان تبع جنازته يوم مات اربعون الفاً كلهم اسمه هارون”


۞ ونجد في سورة القصص الآية 38: ” وقال فرعون يا ايها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فاوقد لي يا هامان على الطين فأجعل لي صرحاً لعلي اطلع الى إله موسى”. وفي سورة غافر الآية 36 : ” وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي ابلغ الاسباب”. وهامان كان وزيرالملك اهاسورس ” Ahasuerus ” ملك فارس الذي حكم من الهند الي الحبشة، ولم يكن وزير فرعون. وقصص التوراة تحكي ان هامان غضب علي يهودي اسمه موردخاي واقنع الملك اهاسورس ان كل اليهود في الامبراطورية الفارسية يجب ان يقتلوا لانهم كانوا يخططون لاغتيال الملك، وحدد يوم الاعدام بيوم 13 آذار. وعندما علمت زوجة الملك، وكانت يهودية، اقنعت الملك ان يقيم وليمة يعزم عليها هامان. ويوم الوليمة تضرعت الملكة الى الملك واتهمت هامان بانه ينوي حصد اليهود بدون ذنب. فغضب الملك وخرج الى حديقة القصر ولما عاد وجد هامان عند قدمي الملكة، وكان هامان يستجديها، ولكن الملك اعتقد ان هامان كانت له نوايا خبيثة نحو الملكة، فامر باعدامه وسلم اليهود منه. وسمح الملك لليهود بمحاربة اعدائهم يوم 13 آذار. ولما انتصروا على اعدائهم اعلنوا يوم 14 آذار يوم عطلة لليهود وسموها بيوريم ” Purim “. ويتضح من هذا ان هامان لم يكن وزيراً لفرعون، ولم يكن حتى في مصر

۞ وفي سورةالانعام الآية 84، عندما يحكي القرآن عن ابراهيم، يقول: ” ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلاً هدينا”. وكذلك في سورة الانبياء، الآية 72: ” ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين”. ويُفهم من هذه الايات ان الله وهب لابراهيم ابنين: اسحق ويعقوب. ولكن يعقوب هو ابن اسحق، وليس ابن ابراهيم. وقد عرف المفسرون، في القرن الثامن الميلادي، بعد ان درسوا التاريخ اليهودي، ان يعقوب ابن اسحاق، فاضافوا هذا للتفسير وقالوا: ان الله بشر ابراهيم وساره زوجته باسحاق ومن بعد اسحاق يعقوب، يعنى ان سيكون لابراهيم حفيد من اسحاق. ولكن ” من بعد” كذلك تعني ان اسحاق سيولد اولاً ثم من بعده يولد لابراهيم ابن آخر هو يعقوب. وهذا القول الثاني ارجح لان ابراهيم كان يتوسل الى الله ان يهبه ذريةً قبل ان يموت لانه وزوجته قد بلغا من الكبر عتياً. فالارجح ان يبشرهم الله بما سيولد لهما من أولاد وليس بما سوف يولد لهما من احفاد، وهم قد كبروا في السن. وحتى لو اراد الله ان يبشرهم بالاحفاد، فكان من الطبيعي ان يبشرهم باول طفل سوف يولد لابنهم اسحق. ولكن المشكلة ان زوجة اسحق حملت بتؤامين هم إساو”Esau” ويعقوب ، وولدت إساو اولاً ثم تبعه يعقوب من بعده. فأذا كان تفسيرهم صحيحاً لصارت ألآية: ومن بعد اسحق إساو، لأن إساو هو ألابن ألاكبر ليعقوب. فأذاًً التفسير المنطقي هنا هو ان محمد اعتقد ان يعقوب هو ابن ابراهيم من بعد اسحق.

۞ وسورة آل عمران تخبرنا في الآية 46 عن عيسى بن مريم: ” ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين”. وحتى لو سلمنا ان عيسى كلم الناس وهو في المهد، وهذا امر يُستبعد، رغم ان ابن كثير يخبرنا في تفسيره( حدثنا حاتم، حدثنا ابو الصقر يحيي بن محمد بن قُزعة حدثنا الحسين يعني المروزي حدثنا جرير يعني ابن ابي حازم عن محمد عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال: ” لم يتكلم في المهد الا ثلاث: عيسى وصبي في زمن جريج وصبي آخر”). وهذا طبعاً حديث لا يُقنع احداً. فمن هم هولاء الصبيان ومتى تكلموا؟
لو حدث ان تكلم عيسى في المهد لتكلم بهذا النصاري واليهود، لكنه لم يُذكر في اي من التاريخين، و حتى لو كلمهم في المهد فهو قطعاً لم يكلمهم كهلاً اذ انه صُلب وهو في الثالثة والثلاثين من عمره. وقد حاول المفسرون تلافي هذا الخطأ بان قال ابن كثير:( في حال كهولته حين يوحي الله اليه بعد ان ينزل من السماء.) وقال ابن جريج عن مجاهد قال: (الكهل هو الحليم)، يعني انه سيكلمهم وهو حليم. تفسير غير مقنع. وقال الاخفش: (يقال للطفل حدث الى سن ست عشرة سنة، ثم شاب الى اثنين وثلاثين، ثم كهل في ثلاث وثلاثين سنة). وهذا تعليل ضعيف اذ لن نجد شخصاً يوافق ان شاباً عمره ثلاث وثلاثين سنةً يكون كهلاً.

وذهب آخرون الى ان المسيح لم يقُتل ولم يُصلب وانما رفعه الله اليه وهو حي في السماء وسوف ينزله الله مرة اخرى ويعيش الى ان يصير كهلاً فيكلمهم: ” وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا لفي شك منه مالهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً”. والصعوبة في هذا التفسير هي انه لو رفع الله عيسى حياً الى السماء وهو عائش هناك وسوف ينزله في المستقبل، فسوف يكون عمره في ذلك الوقت الاف السنين، وهو قول غير مقبول، والحل الثاني هو ان يكون الله قد اوقف عمره في الثلاث والثلاثين وسيظل عائشاً بهذا العمر الى ان ينزله الى الارض مرة اخرى بعد الاف السنين. واذا قبلنا هذا المنطق، فسوف يكون عيسى شاباً حين ينزل الى الارض. فاذا اوقف الله عمره في الثلاث والثلاثين كل هذه السنين، فما الحكمة اذاً في جعله يكبر في السن حتى يصير كهلاً ليكلمهم وهو كهل؟

۞ وفي سورة يوسف، لما وجدوا صواع الملك في متاع بنيامين، اخي يوسف الصغير، يخبرنا القرآن في الآية 77 ان اخوته قالوا: ” ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فأسّرها يوسف في نفسه”. ويقول الطبري في تفسيره للآية: يقصدون يوسف وكان قد سرق من ابي امه صنماً من ذهب كان يعبده، فحطمه يوسف. وسفر التكوين، الاصحاح الحادي والثلاثين، الآية 19 يخبرنا ان السارق لم يكن يوسف وانما امه ” راحيل Rachel ” عندما سرقت تماثيل الذهب من بيت والدها قبل ان تغادره مع زوجها ايوب”.