يتحفنا القرآن بتفسير قديم يتناسب العصر الذي نزل فيه عن سبب تساقط الشهب و يجعل منها أسطورة تبين أكذوبة هذا الدين فهو لا سيتطيع شرح ماهية الشهب و ما سبب تساقطها على الأرض , و لكن طبعا لا يترك محمد شيء دون أن يتكلم فيه حتى يظهر بمظهر النبي الذي يوحى اليه فيأتي بالغرائب و العجائب و يصدقها أتباعه الأعراب لعدم امتلاكهم الأدوات اللازمة في تفسير هذه الظواهر الكونية و لسذاجتهم الكبيرة التي عُرفوا بها فكل شيء يقوله لهم محمد مستغلا إدعاءه أنه نبي يصدقوه و لا نلومهم لعصرهم البدائي و لكن اللوم على من يعيش في عصر العلم و الاكتشافات و يتمسك بهذه الأساطير و يظن نفسه خير من باقي ممل الأرض كلها فيتعالى بآساطيره على الآخرين و لا ينفك يريد أن يعلم البشرية ما هو الحق و ما هو الباطل .
لنقرأ الآيات :
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَأباً رَصَداً (9)
تفسير ابن كثير :
يخبر تعالى عن الجن حين بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن ، وكان من حفظه له أن السماء ملئت حرسا شديدا ، وحفظت من سائر أرجائها ، وطردت الشياطين عن مقاعدها التي كانت تقعد فيها قبل ذلك ; لئلا يسترقوا شيئا من القرآن ، فيلقوه على ألسنة الكهنة ، فيلتبس الأمر ويختلط ولا يدرى من الصادق ! وهذا من لطف الله بخلقه ورحمته بعباده ، وحفظه لكتابه العزيز ، ولهذا قال الجن : ( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ) أي : من يروم أن يسترق السمع اليوم يجد له شهابا مرصدا له ، لا يتخطاه ولا يتعداه ، بل يمحقه ويهلكه .
القرطبي
قوله تعالى : وأنا لمسنا السماء هذا من قول الجن ; أي طلبنا خبرها كما جرت عادتنا فوجدناها قد ملئت حرسا شديدا أي حفظة ، يعني الملائكة . والحرس : جمع حارس وشهبا جمع شهاب ، وهو انقضاض الكواكب المحرقة لهم عن استراق السمع .
قوله تعالى : وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا . منها أي من السماء ، و ” مقاعد ” : مواضع يقعد في مثلها لاستماع الأخبار من السماء ; يعني أن مردة الجن كانوا يفعلون ذلك ليستمعوا من الملائكة أخبار السماء حتى يلقوها إلى الكهنة على ما تقدم بيانه ، فحرسها الله تعالى حين بعث رسوله بالشهب المحرقة ، فقالت الجن حينئذ : فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا يعني بالشهاب الكوكب المحرق .
«إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ( دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)»
ابن كثير :
وقوله ها هنا : ( وحفظا ) تقديره : وحفظناها حفظا ، ( من كل شيطان مارد ) يعني : المتمرد العاتي إذا أراد أن يسترق السمع ، أتاه شهاب ثاقب فأحرقه ، ولهذا قال : ( لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ) أي : لئلا يصلوا إلى الملأ الأعلى ، وهي السماوات ومن فيها من الملائكة ، إذا تكلموا بما يوحيه الله مما يقوله من شرعه وقدره ، ولهذا قال ( ويقذفون ) أي : يرمون ( من كل جانب ) أي : من كل جهة يقصدون السماء منها ، ( دحورا ) أي : رجما يدحرون به ويزجرون ، ويمنعون من الوصول إلى ذلك ، ( ولهم عذاب واصب ) أي : في الدار الآخرة لهم عذاب دائم موجع مستمر ، كما قال : ( وأعتدنا لهم عذاب السعير ) [ الملك : 5 ] .
وقوله : ( إلا من خطف الخطفة ) أي : إلا من اختطف من الشياطين الخطفة ، وهي الكلمة يسمعها [ ص: 7 ] من السماء فيلقيها إلى الذي تحته ، ويلقيها الآخر إلى الذي تحته ، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها بقدر الله قبل أن يأتيه الشهاب فيحرقه ، فيذهب بها الآخر إلى الكاهن ، كما تقدم في الحديث ، ولهذا قال : ( إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ) أي : مستنير .
القرطبي
قوله تعالى : إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب قال قتادة : خلقت النجوم ثلاثا ، رجوما للشياطين ، ونورا يهتدى بها ، وزينة لسماء الدنيا . وقرأ مسروق والأعمش والنخعي وعاصم وحمزة : ” بزينة ” مخفوض منون ” الكواكب ” خفض على البدل من زينة لأنها هي . وقرأ أبو بكر كذلك إلا أنه نصب الكواكب بالمصدر الذي هو زينة . والمعنى بأن زينا الكواكب فيها . ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار أعني ، كأنه قال : إنا زيناها بزينة أعني الكواكب . وقيل : هي بدل من زينة على الموضع . ويجوز ” بزينة الكواكب ” بمعنى أن زينتها الكواكب . أو بمعنى هي الكواكب . الباقون ” بزينة الكواكب ” على الإضافة . والمعنى زينا السماء الدنيا بتزيين الكواكب ، أي : بحسن الكواكب . ويجوز أن يكون كقراءة من نون إلا أنه حذف التنوين استخفافا . وحفظا مصدر أي : حفظناها حفظا . من كل شيطان مارد لما أخبر أن الملائكة تنزل بالوحي من السماء ، بين أنه حرس السماء عن استراق السمع بعد أن زينها بالكواكب . والمارد : العاتي من الجن والإنس ، والعرب تسميه شيطانا .
واختلف هل كان هذا القذف قبل المبعث ، أو بعده لأجل المبعث ، على قولين . وجاءت الأحاديث بذلك على ما يأتي من ذكرها في سورة [ الجن ] عن ابن عباس . وقد يمكن الجمع بينهما أن يقال : إن الذين قالوا : لم تكن الشياطين ترمى بالنجوم قبل مبعث النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم رميت ، أي : لم تكن ترمى رميا يقطعها عن السمع ، ولكنها كانت ترمى وقتا ولا ترمى وقتا ، وترمى من جانب ولا ترمى من جانب . ولعل الإشارة بقوله تعالى : ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلى هذا المعنى ، وهو أنهم كانوا لا يقذفون إلا من بعض الجوانب فصاروا يرمون واصبا ، وإنما كانوا من قبل كالمتجسسة من الإنس ، يبلغ الواحد منهم حاجته ولا يبلغها غيره ، ويسلم واحد ولا يسلم غيره ، بل يقبض عليه ويعاقب وينكل . فلما بعث النبي – صلى الله عليه وسلم – زيد في حفظ السماء ، وأعدت لهم شهب لم تكن من قبل ، ليدحروا عن جميع جوانب السماء ، ولا يقروا في مقعد من المقاعد التي كانت لهم منها ، فصاروا لا يقدرون على سماع شيء مما يجري فيها ، إلا أن يختطف أحد منهم بخفة حركته خطفة ، فيتبعه شهاب ثاقب قبل أن ينزل إلى الأرض فيلقيها إلى إخوانه فيحرقه ، فبطلت من ذلك الكهانة وحصلت الرسالة والنبوة .
«وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلاَّ مَنْ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)»
القرطبي
قوله تعالى : إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين أي لكن من استرق السمع ، أي الخطفة اليسيرة ، فهو استثناء منقطع . وقيل ، هو متصل ، أي إلا ممن استرق السماع . أي حفظنا السماء من الشياطين أن تسمع شيئا من الوحي وغيره ; إلا من استرق السمع فإنا لم نحفظها منه أن تسمع الخبر من أخبار السماء سوى [ ص: 11 ] الوحي ، فأما الوحي فلا تسمع منه شيئا ; لقوله : إنهم عن السمع لمعزولون . وإذا استمع الشياطين إلى شيء ليس بوحي فإنهم يقذفونه إلى الكهنة في أسرع من طرفة عين ، ثم تتبعهم الشهب فتقتلهم أو ت***هم ; ذكره الحسن وابن عباس .
قوله – تعالى – : فأتبعه شهاب مبين أتبعه : أدركه ولحقه . شهاب : كوكب مضيء . وكذلك شهاب ثاقب . وقوله : بشهاب قبس بشعلة نار في رأس عود ; قاله ابن عزيز .
————
لن أطيل عليكم بالتفاسير فكلها أجمعت إجماعا تاما على ذات المعنى و هو أن الشهب تتبع الشياطين إذا حاولوا استراق السمع أو خطفوا خطفة من السمع فيتبعهم الشهاب و يقضي عليهم .
هل هذا تفسير علمي للشهب ؟ أم هو أسطورة مضحكة ؟
ما دخل الشهب بالشياطين و الجن و الملائكة ؟
الشهب هي أجرام سماوية تخترق الغلاف الغازي للأرض متأثرة بالجاذبية الأرضية وتتراوح سرعتها ما بين 12 – 72 كم في الثانية ويؤدي احتكاكها بالغلاف الجوي للأرض إلى ارتفاع حرارتها وتلاشيها في الجو بعد أن تظهر بشكل خطوط ضوئية، وتكثر رؤيتها عند الفجر، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة ويمكن أيضًا تصويرها، وتتركب الشهب من حديد وسيليكات وذرات الكربون وغبار كوني وغازات متجمدة وبخار ماء وهي كما ترى من جبلة الأرض نفسها فإن الشهب تنتج عن تفتت الكويكبات والمذنبات، ويزداد ظهور الشهب لدى تقاطع مدار الأرض مع المذنبات وبخاصة في شهر آب والتشرينين ومطلع كل عام وقد بلغ عددها 200 شهاب تقريبًا في الدقيقة في عام 1799 م و1833 م، وشوهد حولي مائة ألف شهاب في ساعة واحد سنة 1946 م و1966 م، ومعدل زيادتها كما ترى ثلاث مرات في في كل قرن من الزمان وأحيانًا أكثر من ذلك لأن الشهب عبارة عن زخات دورية تحدث بفواصل زمنية أقصاها 33,5 سنة.
http://ar.wikipedia…..org/wiki/الشهب
—
الآن نستطيع معرفة متى تتساقط الشهب و متى تتهاطل على الأرض و يخرج الناس جماعات و وحدانا لمشاهدتها كنوع من الشغف الفلكي و الترويح النفسي .. فلا جن و لا ما يحزنون .
فهل اصبح العلماء يعرفون موعد صعود الجن لكي يسترقوا السمع ؟
أم أن الجن سيستفيدوا من التقدم العلمي فيتفادوا تلك الايام التي تتهاطل فيها الشهب و ينطلقوا في يوم آخر ؟
ربما الجن هم من يعملون في الرصد الفلكي لكي يستفيدوا من العلم ليستطيعوا خرق النظام الدفاعي البدائي للسماء !!
هل كانت السماء تضرب بالشهب قبل مولد محمد فما تفسيره ؟
طبعا المسلمون دائما يقعون في مطبات عقلية و من ثم يبدأون بتأويلاتهم المضحكة فتفسيرهم هو أن الشهب لم تكن مهمتها ضرب الجن قبل محمد أما الآن فقد أضيف لها مهمة جديدة و هي مطاردة الجن و حماية السماء !!
و قول آخر أنها كانت تضربهم تارة و تتركهم تارة و لكن عند بعثة محمد تم المنع التام … و تارة يقولون أن السماء لم تكن ممنوعة بين عيسى و محمد و أصبحت ممنوعة عند بعثة محمد وتارة يزعمون أن نصف السماء ممنوع في أيام عيسى و نصفها الآخر مسموح !
سبحان واهب العقول و معميها … فهم لا يستطيعون رد الآية من أساسها فيلجأون للف و الدوران و إيجاد المخارج و لو ردوها لكان خير لهم .
و هل الأنبياء السابقين أقل شأنا من محمد لكي لا تُحمى السماء لأجلهم !!
فلماذا ترك الله السماء بابا مستباحا للجن قبل محمد و أغلقه كرمال عيون أبو حميد !!
و مع ذلك فهم يثبتون أن الشهاب يطارد الجن و يلحقه .. فالشهب هي قذائف فضائية و درع صاروخي لحماية السماء التي يلمسها الجن والتي لا نعرف أين هي بالضبط ؟!!
فالشهاب نراه عند اختراق الغلاف الجوي .. فهل السماء هي الغلاف الجوي ؟!! لأنه من دون الغلاف الجوي لما كانت لتوجد هذه الظاهرة أصلا و لأرتطمت هذه الأجرام بالارض بكل سهولة ..و بما أن الجن يصل للسماء فيتبعه الشهاب فإذن السماء هي الغلاف الجوي الذي تصل اليه الجن ..
وعليه يمكن للجن ركوب المكوك الفضائي مع أعضاء وكالة ناسا و تجاوز الحرس الشديد و الشهب