صفحة 1 من 1

الروحانيات أقوم بالإنسان

مرسل: الخميس مارس 12, 2020 9:36 am
بواسطة إبن الراوندي
"سيداتا غوتاما" الملقّب ببوذا ولد سنة 623 ق م و كان إبن ملك في جنوب النيبال عند فترة شبابه ذهب غوتاما في حملة إستطلاعية خارج أسوار قصره فلاحظ خلال الرحلة رجل مريض و رجل آخر فقير و جائع و رجل آخر مسن فأدرك ما تخبّأه الحياة من شقاء و تعب فلا مفر من المعانات فقرر بعد ذلك أن يتزهّد و يخوض في رحلة متواصلة و مجهولة الوجهة في سبيل التنوير الروحاني ليستكشف من خلالها وسيلة للتغلّب على ضعف الجسد و الإرتقاء بالروح من العالم المادي المحاصر بالمتاعب فكانت خلاصة رحلته و صراعه مع أعماقه أنّ في هذه الحياة تكمن أربعة حقائق نبيلة لا شكّ فيهم أوّلها أنّ الحياة توجد فيها معانات حاصلة لا محالة و ثانيا يوجد سبب لكل معانات و ثالثا يوجد نهاية لكل معانات رابعا نهاية المعانات تكمن في تعاليمه و تتلخص في ثلاث كلمات بمثابة حجر الأساس هم الحكمة و الأخلاق والتركيز مضمون الحكمة الفهم الصحيح و التفكير الصحيح و مضمون الأخلاق الكلام الصحيح و الفعل الصحيح و التعايش الصحيح و مضمون التركيز المجهود الصحيح و صفاء الذّهن نستنتج من هذه التعاليم أن بوذا ليس سوى طبيب روحاني شخّص لنا العلّة و وفّر الحل من دون أن يرفع سيفا للقتال لا دفاعا و لا هجوما لقد قال ما لم يقله أي لاهوت "جميع الكائنات الحية متساوية. انهم جميعا يريدون السعادة وعدم المعاناة" بوذا لم يبني دوائر إنتماء و إصطفاء لأحبائه و أتباعه لا يكمن دونها صلاح بل فتح أبوابه لكل روح تريد الحكمة و الراحة من المعانات.
اللاهوت يفرض عليك إشكاليّة وعلّة غيبيّة لا يمكن إدراكها أو بالأحرى غير موجودة بفهمنا للواقع لكي تستوعب الفكرة الغيبيّة يُقترح عليك التمعن في المستقبل الحتمي لفناء الكون و الجسد لكي يحبسونك في مجرّد هواجس ومشاعر حاقدة على الطبيعة التّي لا تشبع الرّغبات من ثمّ يأتي طرحهم لحل المشكلة التّي هم فرضوها حقّا في بادئ الأمر ليس لك الخيار أن ترفض و لو فعلت فأنت جاحد يكمن فيك شرور لذلك هم كمثل العصابات التّي تأتي و تخبرك بأنّ محلّك التّجاري سيهدم و بالطبع هم من سيهدمونه فيجب عليك دفع الضريبة لهم لا حل آخر يجعلونك حبيس لإشكاليّة وهميّة و حل وهمي كلاهما يطرحان من طرف واحد متنمر.

Re: الروحانيات أقوم بالإنسان

مرسل: الاثنين مارس 16, 2020 2:32 am
بواسطة Abu Shams
شكرا لك
مختصر جميل نافع